“القبضاي” “المرقعجيّ” يطالب برحيل السوريين … وهو يسّخرهم لحَمْل أكياسه وأغراضه!

ماذا لو صدر القرار الدولي الحاسم، والغير قابل للتفاوض أو النّقاش، بعودة النازحين السوريين الى سوريا اليوم، واليوم بالذات، ومن دون أي تأخير، وبدأ النازحون بالاصطفاف مُنتظرين دورهم للصّعود الى الباصات التي تقلّهم الى الأراضي السورية؟

لبنانية داخلية

هل سيرتاح اللبنانيون؟ وهل ستشرق شمس النّهوض المالي والاقتصادي، وشمس “عاشوا أحلى عيشة” أمنياً في لبنان، بدءاً من صباح الغد؟ الجواب هو بالطبع لا، لأن المرض موجود في الجسد اللبناني في الأساس، والاستفادة من وجود النازح السوري في لبنان ليست أممية فقط، ولا هي لأسباب جيوسياسية خارجية فقط، بل هي لبنانية داخلية، ومن دون أي مراعاة لمصالح الشعب اللبناني من جانب الأطراف الداخلية قبل الخارجية.

فهل تقبل مؤسّسات القطاع السياحي مثلاً، بتوظيف شاب لبناني بمهن معيّنة، حتى لو طلب هو ذلك، رغبةً منه بجني المال لمساعدة نفسه وأهله في هذه الظروف الصّعبة؟ الجواب هو بالطبع لا، رغبةً من تلك المؤسّسات بالتخلّص من تقديمات كثيرة تُصبح واجبة عليها تجاه اللبناني، وهي ليست كذلك تجاه السوري.

“طقّ الحَنَك”

وماذا عن “القبضاي”، وهي نوعيّة من اللبنانيين الشباب “المرقعجيّي”، الذين تنحصر معاني الحياة لديهم بـ “البَطَر”، والذين يسخرون من القاصي والداني، وهم أولئك الذين يسخّرون النازح السوري لحَمْل أكياسهم وأغراضهم، وحتى لنقل كيس صغير يحوي القليل القليل من حاجاتهم، لأن “شبوبيّتهم” لا تتحمّل عناء الاهتمام بما هو أوسع من “طقّ الحَنَك”، وبعض التمارين الرياضيّة ربما، بأقصى حدّ.

فهل يقبل اللبنانيون المترفون عودة النازح السوري الى بلده اليوم؟ وهل هم جاهزون لوداع “رخاوة” عيشهم قريباً؟ وماذا عن بعض القطاعات والمؤسّسات، السياحية وغير السياحية، في مثل تلك الحالة أيضاً؟

خسائر

أوضح الوزير السابق فادي عبود أن “مكمن المشكلة يتعلّق بالحساسيّة المُفرطة التي بات القطاع الخاص في لبنان يشعر بها تجاه الضمان الاجتماعي، الذي انكسر أكثر من مرة، واختفت كل أمواله، وهو ما تسبّب بخسائر لأصحاب المؤسّسات الذين اضطروا الى دفع مبالغ مالية من جراء ذلك”.

وأكد في حديث لوكالة “أخبار اليوم” أننا “حذّرنا كثيراً وقلنا مراراً إن هناك أصولاً لكيفيّة التصرّف بأموال الضمان الاجتماعي، وإنه يتوجّب تسليم تلك المبالغ لاختصاصيّين بهدف وضع سلّة متكاملة في شأنها. ولكن هذا ما لم يحدث، وهو ما يؤثّر على خدمات الضمان الذي حُوِّلَ الى خدعة أصابت الناس والقطاع الخاص. وهذا ما تسبّب بخلق مَيْل للهروب منه، وذلك بعدما فشلت إدارته فشلاً ذريعاً بإدارة صناديق عدة، لا سيما صندوق نهاية الخدمة، و(فشلت) في مجال التغطية الصحية”.

وأضاف:”هذا الواقع يدفع العديد من القطاعات الى عدم توظيف المواطن اللبناني في معظم الأحيان، والى استبداله بالنازح السوري. فالضمان الاجتماعي لا يقوم بواجباته، وهو قادر على أن يتسبّب بخسائر للمؤسّسات، بسبب سوء الإدارة فيه”.

ليس وارداً

وردّاً على سؤال عن اللبناني الذي اعتاد على الاتّكاليّة، والذي يساهم بالحاجة الى خدمات النازح السوري، والذي رغم ذلك يتذمّر من النّزوح السوري، أجاب عبود:”اللبناني يرفض الأعمال اليدوية. وهناك بعض القطاعات التي انعدم تواجد العامل اللبناني فيها تقريباً. فمن الصّعب جدّاً أن يقبل (اللبناني) العمل على ماكينة توضيب، وهو يعتبر أن تلك الأعمال ليست من مستواه، أو أنها عيب. بينما يوجد هذا النوع من العمالة في أوروبا بذاتها، حيث يمكن أن نجد الإنكليز والألمان يعملون بالمصانع، وفي مجالات التوضيب، أو على ماكينات، أو بأمور عدّة متواضعة. فيما يرفض اللبناني أن يوسّخ إصبع يده، ولو قليلاً”.

وختم:”لا أحد يطالب بعودة كل السوريين الى سوريا. وهذا ليس وارداً في حسابات أحد. فإذا عادوا كلّهم، ستتأثّر الكثير من الأمور في لبنان، ولا أحد ينكر ذلك. ولكن لا بدّ من عودة النازح الذي ليس لديه أي سبب اقتصادي أو سياسي للبقاء خارج بلده، ولا يجب خلط الأمور ببعضها”.

انطوان الفتى- اخبار اليوم

مقالات ذات صلة