إما الرضوخ وانتخاب سليمان فرنجية… وإلا!

فشل حزب الله ومحور طهران – فرنسا، في فرض انتخاب سليمان فرنجية رئيساً على اللبنانيين، وعجز حزب الله والمحور نفسه في تقديم براءة ذمة من الفساد والانتماء لمنظومة الفساد التي تتحكم بالكيان اللبناني ويقودها حزب الله بحكم امساكه بالواقع اللبناني بقوة السلاح والميليشيا والتجييش المذهبي..وحاجة قوى الفساد لحمايته ورعايته من مختلف الاتجاهات..

رد حزب الله على هذا العجز يأتي متدرجاً ويطال كافة فئات ومكونات المجتمع اللبناني، والكلمة التي القاها، احد قادة حزب الله الاساسيين تكفي للدلالة والاشارة، وحتى التصريح دون التلميح.. فقد ….(اشار رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين الى أن لبنان يمر اليوم في مرحلة خطيرة جداً، وهو ليس مأزوماً فقط، وإنما ينتقل الآن من مرحلة التأزّم إلى مرحلة الفوضى العارمة، لأن ما بين التأزّم والفوضى هناك التخبط، وهذا ما يعيشه لبنان الآن.. وأكد صفي الدين أن “من يريد أن يخرج من الحفرة العميقة التي بات فيها لبنان على المستوى الاقتصادي والمعيشي والحياتي والمالي والنقدي والسياسي والقضائي وكل شيء، عليه أن ينظر إلى الأعلى، ولكن بعض اللبنانيين ما زال مصراً أن ينظر إلى الأسفل، متسائلاً “هل الوقت الآن متاحاً لفتح نقاشات مذهبية وتاريخية عن كيفية تأسيس البلد ولمن تأسس، وهل الآن وقت الحديث عن تاريخ ليس ببال أحد الآن ولا يهم أحد وليس له أولوية على الإطلاق؟ فهذا دليل عقم، ودليل على أن هناك فئات في لبنان لم تستفد شيئاً من تاريخ الحرب الأهلية، ولم تقرأ تاريخ لبنان جيداً، ورأى صفي الدين أنه “إذا لم يسارع بعض اللبنانيين إلى ما يُعرض عليهم الآن، فسيأتي الوقت الآتي وهم غير قادرين على أن يحصلوا حتى على العرض الذي يعرض عليهم اليوم، وبالتالي على هؤلاء أن يستعجلوا اغتنام هذه الفرصة، والتأخير ليس لمصلحتهم على الإطلاق، لأنهم فاقدي لأوراق القوة التي يدّعون ويتخيلون أنهم يمتلكونها، ولكن في الحقيقة هم لا يمتلكونها”، وشدد السيد صفي الدين على أنه في المتغيّرات والمعادلات الجديدة القادمة، هناك وجود لعنصر جديد وفاعل وقوي اسمه محور المقاومة، وبالتالي يجب على الأميركي والغرب وكل العالم أن يأخذوا بعين الاعتبار وجود هذا المحور)…

في تفكيك نقاط كلمة صفي الدين .. نقف عند ثلاثة ملفات تم اطلاقها مؤخراً.. وتتسبب بالقلق لجميع اللبنانيين وتتضمن تهديداً صريحاً بنشر التخبط ومن ثم الفوضى التي اشار اليها صفي الدين..؟؟

الصواريخ التي اطلقت من جنوب لبنان نحو الاراضي المحتلة وتم اتهام حركة حماس بإطلاقها، رغم انها لم تصدر بياناً بالتاكيد او بالنفي.. وحتى الاتهام كان ضمنياً وتسريباً من قبل مقربين من حزب الله.. سواء كانوا صحافيين، او ناشطين، وحتى دبلوماسببن غربيين اكدوان كما يقول احد المقربين او المتواصلين مع بعض هؤلاء.. بانهم ابلغوا مباشرة بان حركة حماس تقف خلف اطلاق الصواريخ.. وهذا الاتهام سواء كان صحيحاً او مزيفاً .. إنما يذكر اللبنانيين وخاصةً المسيحيين كما الجنوبيين بالحرب الاهلية التي اندلعت عام 1975.. وهذا ما اشار اليه صفي الدين بقوله.. ه(ناك فئات في لبنان لم تستفد شيئاً من تاريخ الحرب الأهلية، ولم تقرأ تاريخ لبنان جيداً).. اي انه يوقل ان الارضية جاهزة لاعادة عقارب الساعة للوراء واحياء الالام والمعاناة .. الا اذا رضختم لشروطنا..؟؟؟؟

الاحكام التي اصدرتها المحكمة العسكرية بحق ابناء العشائر العربية في منطقة خلدة، تحمل دلالة واضحة، بأن من يتمرد او يرفض وجود سلاح حزب الله فإن معاقبته تتم وفق احكام قضائية،.. والسؤال الذي يجب الوقوف عنده.. كيف تحاكم المحكمة العسكرية متهمين، دون وجود جهة ادعاء، وهل الاشتباك كان بين فريقين او بين فريق واحد تمت محاكمته.. وما راي المحكمة العسكرية بانتشار السلاح والمسلحين وكميات الذخيرة التي تم تخزينها في شقق مدنية.. والتي شاهدها اللبنانيون جميعاً على شاشات التلفزيون.. ام ان حزب الله فوق الحكم والمحاكمة.. والنتيجة الواضحة هي ان الاحكام رسالة واضحة للمسلمين في لبنان، بأن عليهم الرضوخ لمحور طهران – فرنسا واداته حزب الله في لبنان..

ملف البناء غير الشرعي في جنوب لبنان والذي تجاوز عدد الارتكابات اكثر من 5000 ورشة بناء على املاك عامة وخاصة كما يقال ويتردد.. وهناك فيديوهات توثق الاعتداءات على قوى الامن.. وما هي حقيقة ان قوى فاعلة اعطت الضوء الاخضر لاطلاق عملية البناء غير الشرعية على اراضي عامة تعود ملكيتها للشعب اللبناني والحكومة اللبنانية.. انه اهم مشهد من مشاهد غياب الدولة والتخبط في الفوضى برعاية ميليشيوية كما اشار صفي الدين..؟؟؟

الملف الاحدث اليوم هو ملف النازحين السوريين، إذ فجاة ظهر كمال اللبواني مهدداً متوعداً وعلى حين غرة استيقظت الاجهزة الامنية على وجود سوريين بشكل غير شرعي في لبنان، وأطل علينا عميد متقاعد مهدداً متوعداً يريد القاء السوريين في البحر.. ويؤكد خطورة سلاحهم على الوضع اللبناني..؟؟ ويعطي رقم 200 الف مسلح..؟؟ ومن الذي دعا النازحين الى الدعوة للتظاهر.. وبرز عدد من الاعلاميين والناشطين يتحدثون عن التغيير الديموغرافي والمخاطر التي تهدد الكيان اللبناني، واستمراره واستقراره.. وبدأت بلديات جنوبية وجميعها تابعة لمنظومة الثنائي تطالب بالاحصاء والتعداد للنازحين واعادتهم الى سوريا.. والمطلوب من هذا كله اطلاق رسالة للداخل بأن الوجود السورية قنبلة موقوتة.. يمكن ان تنفجر، والى الخارج بأن التلاعب بالاستقرار اللبناني عملية بسيطة وسهلة ولا تتطلب سوى اطلاق الشائعات وبعض التحريض.. واحكام قضائية جائرة وصواريخ مجهولة المصدر.. حتى ينفجر الوضع اللبناني..

الخلاصة..

الحل يكمن في الرضوخ والاستسلام لمطالب حزب الله، كما قال صفي الدين.. وانتخاب سليمان فرنجية الذي قدم ضمانات لدولة فرنسا حليفة طهران، ووعد بصلاحيات استثنائة للحكومة المقبلة.. وعندها فقط..

تتوقف الصواريخ المجهولة المصدر عن الانطلاق..
يعاد النظر بالاحكام القضائية الجائرة ويتم الافراج عن المعتقلين والموقوفين..
وتتوقف عمليات البناء غير الشرعي بعد اتمام البناء في مختلف الاراضي التي تم الاستيلاء عليها..
ويصبح الوجود السوري في لبنان آمن وضرورة لتشغيل الافران والمزارع وقطاع الاعمار كما غيرها من القطاعات..
وبالطبع يكون سلاح حزب الله ضمانة الاستقرار والهدوء ووقف التعديات.
ويتم اعطاء فرنجية صك براءة وحسن سلوك، من تاريخ نترك للمؤرخين التوقف عنده..؟؟
وبالطبع يبقى المطلوب تمويل عربي وسعودي بشكل خاص لتمويل ادارة لبنان من قبل محور طهران – فرنسا.. مقابل عدم تخبط لبنان في الفوضى والانخراط في حرب اهلية جديدة.. او جعله ساحة فلسطينية لمواجهة اسرائيل..؟؟؟؟

فهل يخضع اللبنانيون لشروط حزب الله..

وهل يخضع العرب للتهديد القادم من طهران وباريس..؟؟؟

مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات- حسان القطب

مقالات ذات صلة