جعجع في مقابلة ″الجديد″: “أنا أعمى ما بشوف أنا ضرّاب السيوف”!
في الوقت الذي تتجه فيه العلاقات الخليجية السورية الى مزيد من التحسن وصولا الى إستقبال الرئيس بشار الأسد في الإمارات العربية المتحدة بـ21 طلقة مدفعية ترحيبا، والاتفاق على تبادل فتح السفارات بين دمشق والرياض، ودعوة سوريا للمشاركة في القمة العربية، كان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في مقابلته مع الزميل جورج صليبي ضمن برنامج و”هلق شو” على قناة “الجديد”، يقرأ تغريدات جمعها منذ نحو عشر سنوات لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية بهدف ضرب علاقته بالسعودية.
في العام 2016، كانت السعودية ترغب بوصول فرنجية الى رئاسة الجمهورية، بينما سار جعجع في ركب من توافقوا على إنتخاب العماد ميشال عون لقاء مصالح وتقاسم سلطة جسّدهما “تفاهم معراب” الذي ما لبث أن سقط بعدما إختلف جعجع وجبران باسيل على بيدر المكاسب الذي بقيَ فرنجية بعيدا عنه بفعل عدم إنتخابه لعون، لكن جعجع الذي إنتخب عون وشارك معه في الحكم يحاول تحميل فرنجية الذي لم ينتخبه مسؤولية فشل العهد ووصول اللبنانيين الى جهنم.
مقابلة سمير جعجع عكست حالة الإنكار التي يعيشها منذ لقائه الأخير مع السفير السعودي وليد البخاري في معراب، عندما أبلغه بحسب المعلومات “بتطورات التفاهم السعودي ـ الايراني وإنعكاساته الايجابية على المنطقة بما فيها لبنان”، حيث دخل جعجع في تخبط تُرجم برفع السقف السياسي في زحلة الى درجة خروجه عن طوره، عندما قال “على قصر بعبدا ما بتفوتوا”، الأمر الذي تقول المعلومات أنه أغضب السعودية التي لم يحضر سفيرها الإفطار الرمضاني لجعجع مع أكثر من 12 نائبا سنيا كانوا مدعويين، ما أوحى أن رئيس القوات دخل في مواجهة مع حلفائه سيكون لها إنعكاسات سلبية جدا عليه.
كشفت المقابلة أن الصورة الاقليمية لدى جعجع ما تزال ضبابية، وأنه لا يمتلك المعطيات، أو ربما لا يصدق ما يجري من حوله، أو ربما يُنكر، وهو تخلى في كثير من الأوقات عن دوره كمرجعية سياسية لها دورها الفاعل على الساحة المسيحية، لمصلحة المحلل السياسي الذي يفتقر الى المعلومات ويتحدث فقط بالتمنيات.
لذلك، فقد إستغل جعجع المقابلة ليتحدث بمنطق أنا “أعمى ما بشوف أنا ضرّاب السيوف”.
وإذا لم يكن مستغربا إسهابه في “كب الحرام” على سليمان فرنجية، فإن ما أثار الاستغراب هو هجومه العنيف على “الأم الحنون” فرنسا التي إتهمها بالدخول في صفقة إقتصادية مع حزب الله، ونصحها بأن تأخذ فرنجية وتنصبه رئيسا لها بعد إنتهاء ولاية ماكرون، ما عكس غضبا كبيرا لدى جعجع على فرنسا وأكد بالتالي أن موقفها الايجابي من فرنجية لم يتغير.
كما شكك جعجع بالاتفاق السعودي ـ الايراني وبإمكانية حصول تسوية، فضلا عن هجومه العنيف على محور المقاومة، ومحاولته الايحاء بأن المعارضة ستسير خلفه في مواجهة ترشيح فرنجية، في حين أن العلاقة بين جعجع والنواب التغييريين وبعض المستقلين في أسوأ أحوالها بعد إستهدافه عددا منهم ما إستدعى ردودا عنيفة عليه.
ما قاله جعجع في مقابلة “الجديد”، أكد بما لا يقبل الشك أنه أخطأ في توقيت ظهوره الاعلامي قبل 48 ساعة من إطلالة سليمان فرنجية على القناة نفسها مساء غد الأربعاء، وأن رفعه للسقف السياسي مرده إما لتعطيل مستدام لانتخابات الرئاسة وهذا أمر يُسأل عنه البطريرك بشارة الراعي الذي يهاجم المعطلين من دون أن يسميهم، أو لضمان مزيد من المكاسب في التسوية المقبلة، لكن في كل الأحوال من راقب كلام جعجع وردات فعله، تتولد لديه قناعة بأن حظوظ سليمان فرنجية الرئاسية تتقدم!..
غسان ريفي- سفير الشمال