جنبلاط يرفض فرنجية: هل فعلا قالت المملكة «لا» لرئيس «المردة»؟
بدا واضحاً، أن الإختلافات في وجهات النظر بين كل الأفرقاء السياسية حول الإستحقاق الرئاسي، وبمن فيهم الحلفاء، أمر واضح لا يحتاج إلى أي قراءة، خصوصاً على خط المعارضة التي، وخلال عطلة العيد، أكدت على مواقفها لا سيما على خط الإستحقاق الرئاسي، الأمر الذي تبيّن من خلال مواقف كل من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط، وبمعنى آخر فإن كليهما ما زال على موقفه الرافض لانتخاب أو دعم رئيس «المردة» سليمان فرنجية، حيث كانا حاسمين وجازمين حيال عدم انتخابه، ولكن، وفي مجالسه الخاصة، ينقل عن جنبلاط استغرابه لعدم توافق المسيحيين على مرشح، وهذا ما يشدِّد عليه، وبمعنى أوضح يركِّز على نقطتين أساسيتين:
– أولاً: لا يمكنه أن يغرِّد خارج سرب المسيحيين، لا بل يشدّد على أهمية إحترام الإرادة المسيحية، وتحديداً بين المكوّنين الأساسيين «التيار الوطني الحر» وحزب «القوات» وكذلك «الكتائب»، إنما يسأل وبعجب، عن المواقف المسيحية وعدم قراءة التغيّرات والتحوّلات في المنطقة.
ثانياً: جنبلاط لن يسير خارج الموقف السعودي، وبمعنى آخر، في حال كان هناك تسوية ومن صلبها الرياض، فإنه سيمشي بهذه التسوية، ولا يرى مناصاً إلاّ بالتسوية لانتخاب الرئيس، وليس عبر تفاهمات داخلية، في ظل تمترس القوى المسيحية وسواها، كلٌ خلف موقفه، فيما التسوية هي الحلّ الوحيد للخروج من المعضلة السياسية القائمة.
وعلى هذه الخلفية، تشير المعلومات، إلى أنه وخلال الـ24 ساعة المقبلة سيكون كلّ من جنبلاط وجعجع في أجواء ما بلغته الإتصالات من الدول الخمس حول التسوية، وتحديداً سيتبلغان الموقف بعد عودة السفير السعودي وليد بخاري، وهناك أجواء ومعطيات تتحدّث عن ضمانات نقلها السفير الروسي في بيروت ألكسندر روداكوف عن فرنجية، هي عينها الضمانات التي أعطيت من الفرنسيين للسعوديين حول مسلّمات وثوابت أساسية من فرنجية تطمئن الرياض عبر تعهدات حول كل المخاوف والقلق، وتلامس القضايا السياسية التي سيلتزم بها رئيس «المردة» في حال وصوله إلى الرئاسة.
من هذا المنطلق، فإن المواقف في الداخل، هي استهلاك للوقت وتقطيع للمرحلة إلى حين ظهور مؤشّرات التسوية، وسط تساؤلات كثيرة ما إذا كان فرنجية لا يزال في السباق الرئاسي؟ وهل قالت المملكة «لا» لرئيس «المردة»؟ هنا تؤكد الأوساط المتابعة والمراقبة لهذه المواقف، ورداً على هذه التساؤلات، بأن الدول الخمس لم تتّفق حتى الساعة على أي مرشح قد يكون الرئيس العتيد للجمهورية، وستسير به ضمن التسوية الشاملة، بل اللقاء المرتقب لهذه الدول، والذي سيتم تحديده في وقت قريب، سيكون حاسماً وتحديداً في حال انعقد على مستوى وزراء الخارجية، أو حتى على صعيد الممثلين الحاليين، وبمعنى آخر أن هناك تسوية بخلاف ما يحصل في الداخل من اصطفافات وخلافات وانقسامات وحسم لهذا التوجّه أو ذاك، لأن التسوية القادمة هي الحل، وليس ما يجري محلياً من تسجيل مواقف سياسية وشعبوية، بمعنى أن هناك تحوّلات كبيرة حصلت خلال الأسابيع الماضية.
فادي عيد- الديار