15 يوماً حاسمة: المعركة سيحسمها «بلوك» من ثلاثين نائبا وسطيا؟

رغم عطلة الاعياد الطويلة نسبيا، الا ان الكواليس السياسية شهدت حركة كثيفة بين الداخل والخارج، وبين الافرقاء السياسيين، اعادت رسم خطوط التماس الانتخابي من جديد، خصوصا بعد جولة تأجيل الانتخابات البلدية، التي خلقت واقعا سياسيا جديدا واصطفافا ضرب «حلم» الاتفاق المسيحي من جديد، عززه كلام «الحكيم» عن واقع العلاقة «المش زابطة مع جبران باسيل»، كل ذلك بالتزامن مع ضخ مناخات اعلامية في شأن قرب وصول سليمان فرنجية الى بعبدا، مقابل استنفار المعارضة لقطع الطريق على اي امكانية لفتح ابواب مقر الرئاسة الاولى امامه.

فبين الرياض وواشنطن يترقب المراقبون المواقف لبيان الخيط الابيض من الاسود، وسط «ضعضعة» اعلامية غير مسبوقة حول تغييرات في المواقف من هنا، وليونة من هناك، فيما الحقيقة في مكان آخر، مع تأكيد اوساط ديبلوماسية عن دخول قطري مشاغب على الخط، فشل في جولته الاولى، ويستعد لاطلاق جولته الثانية.

في السياق، اكدت الاوساط أنّ موسكو تعتبر الرئاسة شأنا داخليّا والقرار لبنانيّا، رغم تأييدها وصول رئيس «تيار المردة» الذي تراه الرجل الأفضل للمرحلة الحالية والأنسب لعدة اعتبارات ابرزها، علاقته الخاصة التي تجمعه بموسكو، ضرورة بأن يكون الرئيس رجلا سياسيّا قادرا على التواصل مع كل الأطراف من جهة وكلّ الدول من جهة أخرى، كونه قريبا من محور حزب الله وسوريا وايران وليس معاديا للسعودية ودول الخليج، فالوجهة التي تعمل عليها روسيا هي نفسها التي تعمل عليها فرنسا، ولكن من دون أن يكون هناك تنسيق بينهما.

ووفقا لمصادر متابعة، فان الايام السبع الاخيرة شهدت بلورة لمبادرة جديدة ،هي نسخة معدلة عما تقوم به الام الحنون، تقضي بان يكون لكل من المحورين الاساسيين مرشحه المعلن للرئاسة والذهاب الى المجلس النيابي، على ان يفوز من يحصل على الغالبية المطلوبة، وهو ما المح اليه نائب الامين العام لحزب الله بين سطور كلامه منذ يومين.

وتابعت المصادر بان الجولات المكوكية التي ستشهدها الايام القليلة المقبلة والحركة الديبلوماسية ستضغط في هذا الاتجاه، حيث علم ان عدة مواعيد حددت مع قيادات معارضة بهدف دفعها الى توحيد موقفها في اتجاه الالتفاف حول مرشح واحد، رغم استدراكها ان كلام رئيس حزب «القوات اللبنانية» حول العلاقة مع رئيس «التيار الوطني الحر» لن تسهّل هذه المهمة، التي باتت اكثر تعقيدا، بعدما راهن الكثيرون على وحدة الصف المسيحي وان مرحليا.

وكشفت المصادر انه في موازاة ذلك يجري اعداد طبخة لتوزيع وظائف الفئة الاولى بين الاطراف الاساسية، في محاولة لتسهيل الولادة الرئاسية وضمان الحد الادنى من مصالح الاطراف المعنية مباشرة بالاستحقاق، ومن بين تلك المواقع حاكمية مصرف لبنان، قيادة الجيش، التعيينات الامنية، والوزارات المعنية بملفات التفاوض مع صندوق النقد، رغم الحديث عن صراع اميركي – فرنسي خفي على حاكمية مصرف لبنان، في ظل تقدم حظوظ المرشح الاميركي.

وختمت المصادر بان نهاية شهر ايار مفصلية على صعيد انهاء الشغور، مؤكدة ان كل سقوف المواقف العالية التي تطلقها القيادات السياسية المعترضة، ليست سوى استدراج عروض ورفع «لسعر المهر»، ذلك ان التوازنات الحالية في المجلس النيابي سمحت للكثيرين «بالتدلل»، بعدما خبروا اهمية ما يمثلون من اصوات، فالمعركة سيحسمها «بلوك» من ثلاثين نائبا وسطيا، ستكون لهم الكلمة الفصل في رسم صورة الجمهورية للسنوات الست القادمة.

ميشال نصر- الديار

مقالات ذات صلة