ما تجرّبه فرنسا جرّبه جعجع في العام 2016… وفق قاعدة “لا حول ولا”!
لا يستشف من كلام الشيخ نعيم قاسم، الذي يصف فيه النائب ميشال معوض بأنه مرشّح الفراغ، ويعطي التوصيف لمرشّح الحزب سليمان فرنجية بأنه المرشّح الجدّي، إلا أنّه وباللغة العربية المحكيّة، لا يعدو كونه مجرّد “سلبطة” أو “تشبيح”، الهدف منه ممارسة ترهيب، على جميع القوى المعارضة لمرشح حزب الله، كي تستسلم لإرادته كما فعلت في العام 2016 .
يمارس حزب الله، الفوقية وعجرفة فائض القوة، بشكل لا لبس فيه، ويؤكد منذ العام 2005 تاريخ انكشاف دوره، في السعي للهيمنة على لبنان وقراره، وتجييره لمصلحة إيران، أنّه ماض ولو على جثّة لبنان، في مشروعه، وليس أكثر وضوحاً على ذلك، أن يعمد بعد كل هذا الانهيار الكبير، الى فرض معادلة سليمان فرنجية او الفوضى، وهي المعادلة التي تعني حكماً، مضاعفة النتائج السلبية للانهيار، وذلك تجاوزاً لمساحيق التجميل المسبقة، التي يحاول الحزب تلطيف رئاسة سليمان فرنجية بها، تحت عنوان الضمانات، وتحت عنوان التطمين المعلن من الصرح البطريركي في بكركي، الذي استعمل كمنصة رئاسية، من دون ان يكون للبطريرك الراعي موقف حاسم بمنع استغلال الكنيسة لأي أجندة رئاسية.
كم كان الدكتور سمير جعجع صادقاً وشفافاً في مقابلته عبر الجديد، حين اعترف بأن انتخاب ميشال عون كان خطأ جسيماً، وبأن ليس هناك من عاقل، يقدم على تكرار الخطأ. لقد كان ذلك الموقف شهادة للتاريخ بأن التسوية مع تحالف السلاح والفساد، كانت استسلاماً، وبأن الأضرار الناتجة عنها، تفوق بكثير الضرر الفادح الناتج عن الفراغ المفروض بهيمنة السلاح، وبفائض القوة “والسلبطة”، على لبنان وقراره وسيادته ومؤسساته.
كان العام 2016 شبيهاً بما نعيشه اليوم مع فارق أن الانهيار كان مشروعاً ينتظر الترجمة. حزب الله فرض انتخاب ميشال عون، وفرض الفراغ لمدة سنتين ونصف السنة، وانتخب الرئيس القوي وسط كرنفال احتفالي لا سابق له، وماذا كانت النتيجة؟ ست سنوات سرعت في الانهيار، وأكدت على عزلة عن العالمين العربي والدولي لم يسبق للبنان أن عاشها منذ الاستقلال والى اليوم.
كانت النتيجة، ثورة شعبية قمعها حزب الله ليؤبّد منظومته المدلّلة، التي تلعب دور الواجهة، لسيطرته على القرار اللبناني، تلك المنظومة التي يسعى اليوم إلى إعادة تجديدها، بانتخاب سليمان فرنجية، وباستمرار تشكيل الحكومات المسيطر عليها، بقوة الثلث المعطّل، لا بل الأكثرية.
ما تدّعي إدارة ماكرون تجريبه في العلاقة مع حزب الله، سبق للدكتور جعجع أن جرّبه في العام 2016، وفق قاعدة “لا حول ولا”.
ما تدّعي فرنسا أنّه الخيار والمسار الوحيد لحصول الانتخابات الرئاسية، جرّبه سعد الحريري وسمير جعجع مجتمعين، فكانت النتيجة رئاسة ميشال عون، وستكون النتيجة اليوم إذا ما انتخب فرنجية، رئاسة تمدّد الأزمة لسنوات ستّ، لا يمكن التكهّن بنتائجها، ولا يمكن لفرنسا – ماكرون التملّص من المسؤولية عنها.
اسعد بشاره- نداء الوطن