تحذير من مكافأة النظام: مجموعة عمل سورية معارضة تلتقي في الدوحة!
مجموعة عمل سورية تلتقي في الدوحة..لإعادة تأسيس برنامج المعارضة
بعد مداولات استمرت لأشهر، ولقاءين موسعين عُقدا بعيداً عن الأضوا، اختارت مجموعة من المعارضين السوريين البارزين الإعلان عن مشروعها بشكل مبدئي من خلال بيان ينتقد التوجه العربي للتطبيع مع النظام.
ورغم أن المشروع الذي يعمل عليه هؤلاء المعارضون لا يزال في بدايته، إلا أنه كان محط اهتمام واسع، بينما تباينت التقديرات حول فرص نجاحه.
تحذير من مكافأة النظام
البيان الذي حمّل النظام مسؤولية تزايد مخاطر تفكك سوريا وضياع هويتها، اعتبر أن “أي تغيير على الظروف والأسباب التي دعت إلى عزل النظام وتعليق عضويته في جامعة الدول العربية” لم تتغير.
كذلك استبعد الموقعون على البيان أن يفرج النظام عن المعتقلين السياسيين أو يسمح بعودة آمنة للاجئين والمهجرين. وحذروا من أن “هذا النظام لا يستطيع حتى الحد من إنتاج المخدرات (الكبتاغون خصوصاً)، ولا السيطرة على أمراء الحرب الذين تحولوا الى زعماء مافيات”.
ورأى الموقعون أنه “لن يكون لعودة النظام إلى الجامعة العربية أي آثار ايجابية، لا على أمن الدول العربية ولا على أحوال السوريين ومصيرهم، ولكن سيفسره النظام كانتصار له، وهو ما يدفع به إلى المزيد من الغطرسة والاعتقاد أن القوة وحدها هي التي تنفع”.
أهداف المجموعة
البيان الذي وقع عليه العشرات من المعارضين السوريين يومي الخميس والجمعة، صدر في ختام الجولة الثانية من اجتماعات مجموعة عمل تهدف إلى إيجاد جسم سياسي يعبر عن المعارضة السورية بما يتناسب والظروف التي تمر بالملف السوري حالياً.
المجموعة التي التقت للمرة الاولى نهاية شهر آذار/مارس، بضيافة المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في العاصمة القطرية الدوحة، ضمت كلاً من: برهان غليون، معاذ الخطيب، رياض حجاب، أسعد مصطفى، جمال سليمان، ناصر سابا، مروان قبلان، هند قبوات، فرج المقت، محمد الحاج علي، زكي لبابيدي ومحمد علي إبراهيم باشا.
وفي الاجتماع الثاني الذي عقد في 18 نيسان/أبريل، انضم كل من (محمد وجيه جمعة، وآمنة خولاني وميرنا برق) على أن يُعقد مزيد من اللقاءات ويتم ترشيح شخصيات أخرى للانضمام إلى المشروع.
وحول أهداف المجموعة وما إذا كانت تسعى لانتاج جسم سياسي بديل عن مؤسسات المعارضة الرسمية، يقول مصدر مقرب منها “إنه بداية تحرك منظم وهادئ من قبل المعارضة، بالتزامن مع التحولات الكبرى التي يشهدها الملف السوري، وتحديداً الانفتاح العربي على النظام”.
ويضيف المصدر ل”المدن”، أن “البيان يعبر عن رؤية هذه المجموعة لمستقبل التحرك العربي الذي يعول على تغيّر في مواقف وسياسات النظام، حيث يرى المشاركون فيها أن مصير هذه المبادرة هو الفشل، وأن العرب سيكتشفون ذلك عما قريب، ولذلك فإنهم تجنبوا التهجم على الدول التي تحركت باتجاه دمشق”. ويأمل أن تستطيع المعارضة تنظيم صفوفها وترتيب أوراقها كي تكون جاهزة لمرحلة ما بعد المبادرة العربية.
ويؤكد المصدر أن المنخرطين في هذه الاجتماعات يعولون أيضاً على الموقف الأميركي والغربي في منع إعادة تعويم النظام قبل إنجاز الحل السياسي القائم على تطبيق القرارات الاممية الخاصة بالمسألة السورية، بما في ذلك القرار 2254.
ترحيب حذر
وأتت ردود فعل أوساط الثورة والمعارضة السياسية تجاه التحرك الذي أطلقته تلك الشخصيات متحفظة في توقعاتها، نظراً للتجارب السابقة التي لم تثمر عن إنتاج مشروع سياسي يلبي طموحاتها، على الرغم من تأييد الكثيرين للتحرك باعتباره أفضل من التسليم بالواقع الحالي الذي تعيشه قوى ومؤسسات المعارضة.
ويرى رئيس المكتب السياسي ل”حركة العمل الوطني” السورية غسان النجار أن “أي تحرك أو تواصل ما بين السوريين لإنتاج دينامية جديدة تعيد للقضية السورية حضورها على الصعيد الدولي، وتساهم في توحيد السوريين أمام نظام (مافياوي) يحاول الاستفادة من حالة الموت السريري الحاصلة في المؤسسات التي مثلت الثورة السورية، هو أمر إيجابي من حيث المبدأ”.
ويضيف ل”المدن”، أنه “رغم قناعتنا بأن المرحلة تحتاج إلى نموذج وأسلوب جديد في العمل، وكذلك رغم قناعتنا أن البيانات، على أهميتها، غير كافية للوقوف في وجه محاولات إعادة إنتاج النظام، إلا أننا نعتقد أنه من الضروري الاستفادة من أي تحرك يتعلق بتحسين موقف المعارضة”، مشدداً على ضرورة الاستفادة من جميع قوى المعارضة وخصوصاً التي نشأت في السنوات الخمس الماضية، كالنقابات ومنظمات المجتمع المدني ومجالس الجاليات والتجمعات الشبابية، بشكل حقيقي للوصول إلى أفضل النتائج.
عقيل حسين- المدن