هل يصحّ التعويل على السعوديين… أم تُخيّب السعوديّة الظنّ؟
أكدت الزيارة التي قام بها رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل في الأيام الماضية إلى العاصمة الفرنسية باريس، ما كانت معظم القوى المعارضة تخشاه، لناحية إصرار إدارة الرئيس الفرنسي ماكرون على التسويق للمرشح المرفوض من قبل هذه القوى، أي رئيس «تيار المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، حيث تعتبر أن هناك فرصة جدية من أجل الوصول إلى تسوية حول هذا الإسم.
إنطلاقاً من ذلك، يمكن فهم حجم الإمتعاض المتزايد في أوساط تلك القوى من الدور الفرنسي في لبنان، وصولاً إلى حد ربطه بمصالح وصفقات يتم التداول بها على نطاق واسع، لكن الأهم هو تركيز هذه القوى رهانها على إستمرار «الفيتو» السعودي على ترشيح فرنجية والتسويق لوجوده.
لطالما كانت قوى المعارضة المعروفة بقوى 14 آذار سابقاً، تعوّل على الدور الفرنسي في لبنان، وهذا أمر موجود من عشرات السنوات، حيث كانت باريس داعمة دائمة للبنان، وهو ما أكسبها صفة «الأم الحنون»، ومع عودة باريس الى بيروت من بوابة انفجار المرفأ، كان هناك تعويل كبير من الأحزاب المعارضة لحزب الله تحديداً، على دور فرنسا في المرحلة الجديدة، لكن مع مرور الوقت تبدلت نظرة هؤلاء للإدارة الفرنسية، حتى وصلوا اليوم الى تسميتها «حليفة» لحزب الله وفريق 8 آذار، وحامل لواء مرشحه الرئاسي.
وفي تصريحه من بكركي، بعد زيارته البطريرك الماروني بشارة الراعي، دعا رئيس «تيار المردة» إلى قراءة التطورات الإقليمية بشكل جيد، ملمحاً إلى خطورة أن نكون خارج قطار التسوية، الأمر الذي يدفع إلى السؤال عما إذا كان هناك من تسوية فعلية مطروحة تملك مقومات النجاح لبنانياً.
وتعول القوى المعارضة لفرنجية على الدور السعودي فقط، مع تمنيات بعودة الدور الأميركي، لذلك بعد الإتفاق السعودي – الإيراني، دخلوا بمرحلة من الضياع، فهل تسرعوا بسحب «بيضهم» من السلة الفرنسية؟ وهل يصحّ تعويلهم على السعوديين بحفظ ماء وجوههم من جهة، وحجز مواقع لهم بالتسويات من جهة أخرى؟
على الرغم من التحولات التي تشهدها المنطقة، من المنطقي الحديث عن أن الرياض لن تفضل تسوية تقود إلى إنتخاب فرنجية، في حال كان هناك فرصة أفضل لها، لكن كيف تأتي الفرصة في ظل الخلاف المسيحي – المسيحي على البدائل، وفي ظل صراع بين قوى المعارضة نفسها على ملف رئاسة الجمهورية، وبالتالي لن تعمل السعودية سوى مصلحتها.
محمد علوش- الديار