فرنجية يلعب “اوراقه الاخيرة”: هل يأتي الخرق من الداخل بعد لقائه باسيل او جعجع؟!
خلافا للجو السائد الذي يوحي بان حظوظ انتخابه رئيسا للجمهورية تراجعت، رسم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من على منبر بكركي يوم امس صورة مغايرة، اذ اعلن “ان ما نراه في الاعلام غير مطابق للحقيقة ومحوَّر فالتسويات بدأت في المنطقة والمتخاصمون سيتصالحون واللعبة تغيّرت وهذا الأمر سينعكس على لبنان وأدعو جميع السياسيين ليقرأوا الى أين تتجه الأوضاع”.
فرنجية الذي زار الصرح البطريركي كـ”مرشح” قال “لا أتخلّى عن واحد في المئة من صلاحيات رئيس الجمهورية إنما أمارسها بمسؤولية لا كيدية سياسية”، مبديا استعداده للحوار مع كل مَن لديه أي هواجس، ومؤكدا: هدفي ليس السلطة إنما الوصول الى رئاسة الجمهورية لترك بصمة في البلد”.
وعلى الرغم من هذه المواقف الواضحة، رأى مرجع سياسي ان فرنجية لم يعلن بعد ترشحه بشكل رسمي، بمعنى انه امام خيارين، وفقا لنضوج الظروف، اما الاطلالة ببرنامج وبيان ترشح يعلن عنهما خلال مؤتمر صحافي يخصص للغاية، او الانسحاب من المعركة تحت عنوان “انه لم يترشح رسميا”.
واعتبر المرجع ان فرنجية يلعب “اوراقه الاخيرة”، لا سيما بعد ان ابلغه الفرنسيون انهم سيقومون بما عليهم، ولكن في المقابل هناك “فرض” وواجب عليه ان يقوم به، كاشفا انه بعد زيارة بكركي، من المنطقي ان يبدأ فرنجية بمسعى طلب مواعيد من الكتل النيابية الكبرى، ومن بينها كتلتي “الجمهورية القوية” و”لبنان القوي”، لافتا الى ان محاولات جسّ النبض قد بدأت، وربما يلتقي رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل او رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، اي الطرف الذي يتجاوب معه.
وردا على سؤال، قال المرجع: فرنجية يعتبر ان الاجواء الاوروبية داعمة له، لكن هناك غموضا على المستوى الخليجي، مضيفا: في المقابل كان الجانب الفرنسي يتوقع ان يكون تخطي العقبات اسهل مما لمس على المستوى الداخلي، لكن المملكة العربية السعودية لم تلاقه الى منتصف الطريق. ولفت الى ان فرنسا بدأت تأخذ بالاعتبار مواقف الاطراف المعارضة التي تعتبر ان وصول فرنجية الى الرئاسة لا يعكس التغيير المنشود انطلاقا من ارتباطاته المحلية والاقليمية.
واذ لفت الى ان الادارة الاميركية كلفت الفرنسيين بمعالجة الملف اللبناني، ولكنها كانت تعلم مسبقا بالعقبات والعراقيل التي تحيط بالملف، اشار المرجع الى ان البحث جار عن امكانية احداث خرق داخلي، موضحا انه على الرغم من عدم وجود اي بوادر ايجابية، الا ان الكرة في معلب حزب الله اذا اراد، وهو ابلغ فرنجية انه بعد استنفاد كل المحاولات يمكنه ان يدخل على خطّ الوساطة مع باسيل.
رانيا شختورة- اخبار اليوم