رياح رئاسية تهب من الخارج …في فترة ما بعد الأعياد؟

في الوقت الذي كانت تراهن فيه العديد من الجهات على إتفاق مسيحي – مسيحي، لا سيما بين حزب «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر»، على مرشح رئاسي يقلب المعادلة القائمة في البلد، برعاية بكركي أو خارج رعايتها، يبدو أن السجال الذي رافق عملية تأجيل الإنتخابات البلدية والإختيارية سيعقد من هذه المسألة، على الأقل في المدى القريب والمنظور، علماً أن أشد المتفائلين على الساحة المسيحية لا يجد مكاناً لاتفاق من هذا النوع.

في هذا السياق، يتفق الجانبان منذ فترة طويلة على رفض ترشيح رئيس «تيار المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، المدعوم من قبل قوى الثامن من آذار، لكن لم تظهر أي مؤشرات على إمكانية توافقهما على أي خيار آخر، لا بل هما يؤكدان في كل يوم، خصوصاً «القوات اللبنانية»، أن الثقة بينهما مفقودة بشكل كامل، مما يجعل الحزب يتجه إلى طرح شروط تعجيزية بالنسبة لـ «الوطني الحر»، تحول دون إمكانية الوصول إلى أي توافق بين الجانبين.

في الفترة الماضية، طرحت الكثير من علامات الإستفهام حول إمكانية أن تنجح بكركي في تقريب وجهات النظر بين «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية»، من دون أن تنجح في تحقيق أي تقدم يذكر، في حين تم الكشف عن تواصل يحصل عبر النائبين جورج عطالله وفادي كرم، لكن ما ينبغي السؤال عنه اليوم هو عن إمكانية الوصول إلى تفاهم في ظل حرب البيانات التي كانت قد طغت في الأيام الماضية، لا سيما أنها تضمنت إتهامات عالية السقف، تراوحت بين الحديث عن «شعوبيين» و»مجرمين».

عادت العلاقات بين « الوطني الحر» و»القوات» الى نقطة الصفر من جديد، فعند كل استحقاق تتدهور العلاقات التي تعاني أصلا من غياب كامل للثقة، وبحسب مصادر متابعة فإن «الوطني الحر» و»القوات» لم يتغيرا قيد أنملة، فالأول يعلم حجم الضغط عليه بعد انتهاء عهد ميشال عون ويريد تأجيل الانتخابات البلدية، ولو دون إعلان ذلك بشكل صريح، والثاني لا يمانع حصولها، كونه يعتبر نفسه فائزاً مثلما حصل في الانتخابات النيابية.

هذه العلاقة المبنية على مصالح كل فريق، تعيد التأكيد على أن الحرب بين الطرفين المسيحيين الأكبر، لا تتوقف في السياسة كما في الانتخابات، كما في النقابات، كما حصل مؤخراً في انتخابات نقابة المهندسين، وهذه الحرب تعني بأن التوافق على رئيس للجمهورية مشترك بينهما سيكون شبه مستحيل، لأن هذا التوافق لا يعني فقط اتفاقاً على إسم، بل على مسار سياسي يشبه اتفاق معراب الأول، وهذا ما لن يتكرر.

من هذا المنطلق، يُقرأ تمسك كل طرف بمواقفه الرئاسية، إذ لا يزال رئيس حزب «القوات» سمير جعجع يتمسك بطرح ميشال معوض للرئاسة، علماً أن هذا الطرح قد عفى عنه الزمن، لكن ليس أمامه خيار آخر في الوقت الراهن، رغم ما تكشف المصادر عن وجود معلومات بخصوص اتفاق قوى داخل ما يُعرف بالمعارضة على إسم مرشح جديد لرئاسة الجمهورية، قد يُطرح بعد الاعياد، لكن بالنسبة الى المصادر كل هذه التوقعات تبقى خاضعة لما يأتي من الخارج من رياح رئاسية، يُفترض أن تهب بشكل أكبر في فترة ما بعد الأعياد.

محمد علوش- الديار

مقالات ذات صلة