فرنجية… إطلالة جُهّزت في الضاحية بأوراق اعتماد فارغة!

كاد رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية في إطلالته امس من على منبر بكركي، ان يكون نسخة طبق الاصل لإطلالة مماثلة له في 25 كانون الثاني الماضي، لولا الاضافة التي ادخلها على إطلالة أمس وتتعلق بالتواصل السعودي – الايراني والتواصل السعودي – السوري ليبني على ذلك ان هناك رياحاً مؤاتية لوصوله الى الرئاسة الاولى.

فهل هناك فعلاً رياح تشتهيها سفن زعيم “المردة” والتي ترسو حالياً في مرفأ “حزب الله”؟

قبل الوقوف عند ما صرّح به فرنجية، لا بد من التوقف عند ما بثته قناة “المنار” التلفزيونية التابعة لـ”الحزب” عشية صعوده الى بكركي. فهي أعلنت عن حصول الزيارة، وان هذا التحرّك هو جزء من نشاط إعلامي لمرشح الممانعة الرئاسي وفيه “حديث اعلامي له نهاية هذا الاسبوع يتناول الانتخابات الرئاسية”، وذلك في مقابلة عبر قناة “الجديد” الاحد المقبل. وأوضحت “المنار” ان اعلان ترشح فرنجية “رسمياً غير معلوم بعد”، لتنتهي الى القول إنه من “المؤمل ألا تطول (فترة الغموض) الى ما بعد عيد الفطر”.

الى جانب ما ذكرته قناة “حزب الله” التلفزيونية، أفادت معلومات ان دوائر “الحزب” عكفت في عطلة نهاية الاسبوع الماضي على “تجهيز” إطلالة فرنجية الجديدة، وتشمل خطة عمل لتلميع صورته بالاستفادة من المتغيّرات الخارجية، سواء ما يتصل بالسعودية وايران وسوريا، أو بما له علاقة بإستمرار فريق الاليزيه بالعمل على مقاربة ترشيحه، وهو ما قام به باتريك دوريل مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الاوسط في زيارته الاخيرة للرياض.

كما سلف، كرّر فرنجية امس في بكركي ما سبق وقاله في نهاية كانون الثاني الماضي، لجهة “الوعد” بمعالجة سلاح “حزب الله” عن طريق “الحوار”، توصلاً الى “إستراتيجية دفاعية” على غرار “وعد” مماثل لرئيس أكبر كتلة مسيحية عام 2016 الجنرال ميشال عون والذي ذهب أدراج الرياح. كذلك كرّر فرنجية ان علاقته الشخصية بالرئيس السوري بشار الاسد تعطيه “إمتياز” معالجة ملف النازحين، وانه “سيسير بالاصلاحات ودعم الاتفاق مع صندوق النقد الدولي”.

غير ان فرنجية الذي سئل عن الرفض المسيحي الواسع لترشيحه، أضاف الى تهديده المسيحيين في كانون الثاني الماضي، عندما قال إنه “إذا خربت هذه المرة لا يمكن تعميرها والخسارة الأكبر ستكون على الصعيد المسيحي”، فهو هدّدهم امس بأنهم سيواجهون “ما حصل في العامين 1989 – 1990 عندما بقيَ بعضهم خارج التسوية ودفّعوا المسيحيين الثمن”.

صام فرنجية قرابة 3 أشهر عن الكلام الرئاسي، وها هو اليوم يفطر بتوظيف تحوّلات المنطقة لمصلحة ترشيحه، “مهبّطاً الحيطان” على المسيحيين إذا رفضوا رغبة الممانعة في وضع من تشاء في قصر بعبدا.

والخلاصة أن إطلالة فرنجية الثانية من بكركي حملت، إضافة الى ممالأته المتكررة للرياض، “أوراق إعتماد فارغة”.

نداء الوطن

مقالات ذات صلة