هذا ما يفعله السكر المضاف بالجسم!
بيّنت دراسة جديدة أنّ هناك 45 سببًا وجيهًا، في الحد الأدنى، ليمتنع الأشخاص عن تناول السكر المضاف.
وأظهرت الأبحاث التأثيرات السلبية للإفراط بتناول السكر على الصحة، وأوصت بالحدّ من استهلاك السكر “المجاني” أو المضاف إلى نسبة تقل عن 10٪ من استهلاك السعرات الحرارية اليومية للشخص.
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة BMJ الأربعاء، شعر الباحثون في الصين والولايات المتحدة أنه قبل وضع سياسات مفصّلة لتقييد السكر، فإنه “يجب تقييم جودة الأدلة الموجودة بشكل شامل”.
وفي مراجعة كبيرة شملت 73 تحليلاً تلويًا، وتضمنت 8601 من الدراسات، ارتبط الافراط باستهلاك السكر المضاف بزيادة مخاطر 45 نتيجة صحية سلبية، بينها مرض السكري، والنقرس، والبدانة، وارتفاع ضغط الدم، والنوبات القلبية والسكتة الدماغية، والسرطان، والربو، وتسوس الأسنان، والاكتئاب، والموت المبكر.
وبحسب ما ذكرته إدارة الغذاء والدواء، فإنّ السكريات المضافة، أي نوع السكر الذي ركز عليه المؤلفون، تتمثّل بتلك المضافة أثناء معالجة الأطعمة. وقد تكون معبأة، على غرار سكر المائدة والمُحلّيات الأخرى، أو نجدها بشكل طبيعي في العصائر، والعسل، وعصير الفاكهة، وعصير الخضار، والمعجنات، والمنتجات المماثلة التي تم فيها تكسير التركيب الخلوي للطعام. ولا تشمل هذه الفئة السكريات الموجودة بشكل طبيعي في منتجات الألبان، أو الفاكهة والخضار من الناحية الهيكلية.
وقالت الدكتورة مايا آدم، مديرة “Health Media Innovation”، والأستاذة السريرية المساعدة في طب الأطفال بكلية الطب في جامعة ستانفورد، غير المشاركة في الدراسة إنّ البحث هذا “يقدم نظرة عامة مفيدة عن الواقع الحالي لعلم استهلاك السكر وصحتنا.. وتؤكد أن الإفراط بتناول السكر يرجّح أن يتسبّب بمشاكل صحية”.
وفي هذا الصدد أيضًا، علّقت الدكتورة ليانا وين، المحللة الطبية لدى CNN، وطبيبة طوارئ وأستاذة الصحة العامة بجامعة جورج واشنطن، غير المشاركة في الدراسة، “أنّ مثل هذه الدراسات مفيدة لتقديم نصيحة للمرضى بأنّ التغييرات الصغيرة، مثل الاستغناء عن السكر الزائد في المشروبات المحلاة بالسكر، قد ينعكس يتحسّن ملحوظ وإيجابي على الصحة”.
وأفادت الأدلة ذات الجودة المتوسطة أنّ المشاركين الذين يفرطون باستهلاك المشروبات المحلاة بالسكر كان وزنهم أعلى ممّن يتناولون كمية أقل.
ورأت ليندا فان هورن، الأستاذة الفخرية للطب الوقائي بكلية فينبرغ للطب في جامعة نورث وسترن، وغير المشاركة في الدراسة، في حديث لها مع CNN، أنه “بصفتي باحثة في التغذية عملت في كل من اللجان الاستشارية للمبادئ التوجيهية الغذائية الأمريكية في عامي 2010 و2020، يمكنني التأكيد أن تناول السكر الغذائي في الولايات المتحدة يزيد عن ضعف الكمية الموصى بها (أقل من 10٪ من إجمالي السعرات الحرارية اليومية المتناولة)، ورغم أن الأثر المباشر للسكر يقدم الحد الأدنى من الفوائد الغذائية، إن وجدت، فإنه يحل محل الأطعمة المفيدة غذائيًا”.
العلاقة بين السكر والمرض
وقال مؤلفو الدراسة إنّ الأدلة على وجود صلة بين السكر المضاف والسرطان كانت محدودة ومثيرة للجدل، وتحتاج إلى مزيد من البحث. لكن الخلاصة التي توصلت إليها الدراسة، يمكن تفسيرها من خلال التأثيرات المعروفة للسكر على الوزن: فقد ارتبط ارتفاع استهلاك السكر بالسمنة، التي تُعد عامل خطر قوي للعديد من أنواع السرطان. والأمر عينه يسري على أمراض القلب والأوعية الدموية.
وكانت بروك أغاروال، عالمة السلوك، والأستاذة المساعدة في العلوم الطبية بقسم أمراض القلب في مركز إيرفينغ الطبي بجامعة كولومبيا، غير المشاركة في الدراسة، أوضحت لـCNN في فبراير/ شباط الماضي، أنّ “تناول السكر المضاف يمكن أن يعزز الالتهاب في الجسم، ما قد يسبّب إجهادًا للقلب والأوعية الدموية، الأمر الذي قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم”.
وقد اكتشف الباحثون أن الأطعمة المعالجة، التي قد تحتوي على الكثير من السكر المضاف، تزيد الالتهابات، وهي أحد عوامل خطر الإصابة بالاكتئاب.
وكانت آدم قد أشارت في فبراير/شباط، إلى أن “الكربوهيدرات الغذائية الكاملة تستغرق وقتًا أطول كي تتحلّل إلى سكريات بسيطة، وجزء منها، أي الألياف، لا يمكن تكسيره على الإطلاق”، مضيفة أن “هذا يعني أنّ الحبوب الكاملة السليمة لا تسبّب الطفرات ذاتها في سكر الدم التي نشعر بها عندما نتناول السكريات البسيطة. ويؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى حدوث طفرات في الأنسولين، ما يزعزع استقرار نسبة الغلوكوز في الدم، أي السبب الأساسي للمشاكل الصحية على المدى الطويل”.
تقليل استهلاك السكر
وأوصت النتائج التي توصلت إليها الدراسة، بالتوازي مع الإرشادات الحالية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، والصندوق العالمي لأبحاث السرطان، والمعهد الأمريكي لأبحاث السرطان، أن على الأشخاص الحدّ من تناول السكر المجاني إلى أقل من 25 غرامًا يوميًا، أو ما يعادل 6 ملاعق صغيرة. ويوجد هذا القدر من السكر في قطعتين ونصف من البسكويت مع رقائق الشوكولاتة، و16 أونصة من الفاكهة، ونحو ملعقة كبيرة من العسل. وتحتوي الكعكة بين 15 و30 غرامًا من السكر، وفقًا لما ذكرته عيادة كليفلاند.
كما أوصى المؤلفون أيضًا بتقليل استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر إلى أقل من حصة واحدة (بين 200 و355 ملليلترًا) في الأسبوع. وأشارت أغروال إلى أنّ ذلك يعادل نحو 12 أونصة من الصودا.
ولتغيير أنماط استهلاك السكر، يعتقد المؤلفون أنّ “هناك حاجة ماسة إلى اتّباع مزيج من التثقيف والسياسات الصحية العامة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم”.
سي ان ان