هل الحل قبل تموز… أم أن الأمور باتجاه المزيد من التأزم؟
بعد اعلان جامعة الدول العربية عن انعقاد القمة العربية الثانية والثلاثين في الرياض في 19 أيار المقبل، تتجه الأنظار الى تمثيل لبنان في هذه القمة خصوصاً بعد مرور ستة أشهر على الفراغ الرئاسي.
وعقب الزيارات التي قامت بها وفود عدّة الى لبنان وآخرها الوفد القطري، توقفت محركات الاستحقاق الرئاسي الى ما بعد عيد الفطر علّ التوافق يتم بين القوى السياسية في الداخل من جهة والقوى الخارجية من جهة أخرى على رئيس توافقي لا يشكل تحدياً لأي طرف وينهي هذا الفراغ القائم.
في ضوء ذلك، بدأت التساؤلات حول امكان تغيير الأوضاع الرئاسية العالقة بعد هذه القمة، واذا كان ذلك سيوصل الى تسوية رئاسية بعد 19 أيار؟ فهل من رئيس للجمهورية بعد انعقاد القمة العربية وقبل الوصول الى موعد انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في تموز أم أن الأمور باتجاه المزيد من التأزم؟
نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي أوضح لموقع “لبنان الكبير” أن “ليس من الضروري أن تتضح الصورة كلها في هذه الفترة، فالتسوية الرئاسية بحاجة الى وقت إضافي والاستحقاق يصب في خانة إعطاء قوة دفع للحلول، ولا أعتقد أنها ستكون الحاسمة”، معتبراً “أننا لن ننتهي من دوامة الفراغ في القريب العاجل، لكن الأمور في نهاية المطاف ذاهبة في اتجاه أن تجد حلاً، والمؤكد أن هذا الحل سيكون قبل شهر تموز المقبل ليس من أجل موعد انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وحسب بل لأن الأمور لن تمشي بهذه السهولة”.
وأيّد النائب السابق طلال المرعبي مقولة إن الاستحقاق الرئاسي لن يكون في القريب العاجل كما يحكى، مؤكداً أن “التسوية الرئاسية ستكون بعد انعقاد القمة العربية”.
وأشار الصحافي يوسف دياب الى أن “لبنان سيكون بنداً أساسياً على جدول اجتماعات الجامعة العربية وستبحث خلاله كل الاتصالات وزيارات الوفود التي قصدت لبنان في الفترة الماضية بما فيها الوفد القطري الذي كانت له جولة مهمة جداً وستستكمل بعد عيد الفطر”، لافتاً الى أن “من غير الواضح إنجاز الملف الرئاسي قبل موعد القمة العربية ولا رئيس للجمهورية قبل 19 أيار لأن ظروف التسوية لم تنضج بعد من أجل الذهاب نحو اختيار شخصية لبنانية تنتخب رئيساً للجمهورية”.
وقال: “لا شك في أن ورقة النائب ميشال معوض لم تعد الأولوية لدى المعارضة، ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية ليس الشخص الذي يمكن أن يكون نتيجة تسوية معينة، وبالتالي سيقع الخيار على اسم آخر يقبل به الجميع ولا يكون تابعاً لمحور معيّن أو رئيس تحدٍ في المرحلة المقبلة، لكن يجب أن تتوافر فيه شروط الرئيس (رئيس سيادي، قادر على اتخاذ قرار، لديه الارادة لتوحيد وبناء الدولة ومحاربة الفساد) وهذا الموضوع سيسخن بعد اجتماع القمة العربية في 19 أيار”.
ورأى دياب أنه “سيكون لدينا رئيس للجمهورية في الصيف أي قبل شهر تموز وقبل انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان خصوصاً وأنه بات واضحاً أن ليس هناك من يريد استلام هذه المهمة بعده، تحديداً بعدما جرى الحديث عن أن نائبه الأول وسيم منصوري لديه النية في التوجه الى الاستقالة في حال غادر سلامة ولم يُعيّن بديل عنه”.
وحول رفض البعض مشاركة سوريا في القمة العربية، أوضح دياب أنه “في حال كانت هناك دعوة الى سوريا للمشاركة في هذه القمة فهذا لا يعني أن الرئيس السوري بشار الأسد هو من سيشارك، فعودة سوريا الى القمة لا تعني عودة الأسد اليها وبالتالي من الممكن أن يشارك بدلاً عنه وزير الخارجية السورية أو ممثل عن سوريا لكن لا أظن أن الأسد سيشارك من دون وجود إجماع وموافقة عربية عليه”.
يتضح من ذلك أن الجمود الرئاسي سيبقى ملازماً للشعب اللبناني في المرحلة المقبلة ولن يخرج من هذا النفق الأسود ودوامة الفراغ قبل تبيان الصورة، والمؤكد أيضاً أن لا حل قبل انعقاد القمة العربية ولا رئيس للجمهورية في القريب العاجل.
لبنان الكبير