اجتماع جدة: معارضة حادّة للتطبيع مع الأسد!
كشفت صحيفة “فاينشال تايمز” عن وجود خلاف عربي حاد بسبب التقارب السعودي مع النظام السوري، مشيرةً إلى أن معالمه اتضحت خلال اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي الجمعة.
وقالت الصحيفة البريطانية في تقرير، إن الاجتماع الذي حضره كذلك وزراء خارجية مصر والأردن والعراق، فشل في الاتفاق على عودة النظام إلى الجامعة العربية، حيث برزت انقسامات عميقة بعد ما يقارب 12 عاماً على بدء الحرب السورية.
واجتمع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى نظرائهم في مصر والأردن والعراق، من أجل بحث عودة النظام إلى الجامعة العربية في مدينة جدة بدعوة من السعودية، لكن بيان الاجتماع الختامي لم يأتِ على ذكر الموضوع، ما يؤشر إلى أن لا اتفاق عليه.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين على الاجتماع تأكيدهم أن هناك معارضة حادة للتقارب السعودي مع النظام من قبل دول عربية ضمنها قطر والكويت والأردن، والذين تساءلوا جميعهم عن المقابل الذي سيقدمه النظام إزاء هذا التقارب.
وأوضح أحد المسؤولين أن إحدى نقاط الخلاف الحادة كانت حبوب “الكبتاغون” التي أصبحت تجارتها شريان الاقتصاد بالنسبة لنظام الأسد، قائلاً: “لقد أصبحت سوريا دولة مخدرات، بتجارة تصل إلى 4 أو 5 مليارات دولار سنوياً، لا يمكننا دفع ثمن ذلك”.
بينما اعتبر مسؤول ثانٍ أن إعادة القبول بالنظام السوري بالتزامن مع نشر إيران قواتها وميلشياتها على الأراضي السورية، من شأنها أن تكافئ طهران قائلاً: “نحن نخلع ملابسنا للإيرانيين”.
من جهته، قال السياسي السعودي المقرب من الديوان الملكي علي الشهابي إن السعودية ترى برئيس النظام بشار الأسد على أنه “واقع مفروض الآن على الأرض يجب التعامل معه في العديد من القضايا، ليس أقلها مئات الآلاف من اللاجئين السوريين في السعودية يريدون العودة إلى ديارهم، إضافة إلى المخدرات وقضايا أخرى”.
ونقلت الصحيفة عن مسولين مطلعين قولهم إن مصر التي تضم مقر الجامعة العربية على أراضيها، “تخلت بشروط عن معارضتها للأسد، لكنها تريد على الأقل إظهار التقدم في حل سياسي”.
أما بالنسبة للولايات المتحدة، فقد قالت الصحيفة إن ذوبان الجليد في العلاقات العربية مع نظام الأسد، قد يؤدي إلى إثارة غضب واشنطن، وهي التي فرضت عقوبات على النظام لكنها لم تتخذ إجراءات ضد حليفتها الإمارات، لاستضافتها الأسد في العامين 2023 و2022.
واستقبلت الرياض وزير خارجية النظام فيصل المقداد الأربعاء، في أول زيارة معلنة لمسؤول دبلوماسي رفيع في النظام منذ قطع العلاقات بين الجانبين في 2011. وجرى خلالها بحث شروط الحل السياسي في سوريا وقضية تهريب المخدرات بحسب وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان.
وكان بن فرحان قد كشف عن مقاربة جديدة للحل في سوريا تتطلب الحوار مع الأسد، معتبراً أن عملية عزله ليست نافعة.