احذروا الإكثار من تناول البروتينات!

تدعو أنظمة غذائية عديدة إلى التركيز على البروتينات لاعتبارها من المصادر الأساسية للطاقة، وتساعد على بناء العضلات مع حد أدنى من الوحدات الحرارية بالمقارنة مع النشويات. وكونها تؤمن إحساساً بالشبع لمدة أطول، من الطبيعي أن يركز عليها الصائم في شهر رمضان للاستفادة من ميزتها هذه خلال ساعات الصيام الطويلة. رسخت في الأذهان طويلاً فكرة أن التركيز على البروتينات وتناولها بكميات كبرى هو الأفضل للصحة، إنما في الواقع، تحذر اختصاصية التغذية ميرنا الفتى من الإكثار من تناول البروتينات لأن ذلك لا يخلو من المخاطر الصحية.

ما الأضرار الصحية التي يمكن أن تنتج عن الإكثار من تناول البروتينات؟

في حال تناول كميات من البروتينات تتخطى حاجة الجسم اليومية منها – كما يمكن أن يحصل في شهر رمضان حيث يتم التركيز على تناول اللحوم لتأمين عناصر غذائية تساعد الجسم على الصمود وتؤمن الإحساس بالشبع لمدة أطول وتساعد على الحفاظ على الكتلة العضلية – ينتج عن ذلك الكثير من الأذى على المستوى الصحي، بشكل لا يدركه كثيرون، كما توضح الفتى:

– تساهم كميات البروتينات الزائدة في الجسم في توسّع الـglomerules في الكلى ما يؤدي إلى قصور فيها مع ما ينتج عن ذلك من مخاطر صحية.

– في حال الإكثار من تناول البروتينات، مع ما ينتج عن ذلك من صعوبات في عملية هضمها، قد ترتفع معدلات الميكروالبومين (بروتينة في البول) ما يسبب الأذى أيضاً للكلى ويساهم في ارتفاع مستويات ضغط الدم.

– تساهم الكميات المفرطة من البروتينات في الغذاء إلى رفع مستويات الأنسولين في الجسم. وبالتالي يمكن أن يواجه من يتناولون كميات زائدة منها في رمضان ويركزون على تناول اللحوم بشكل أساسي، في رفع معدلات الانسولين، وبالتالي يؤدي ذلك إلى تكدّس الدهون في الجسم بدلاً من حرقها. من جهة أخرى، تشير الفتى إلى أنه قد يُنصح بتناول البروتينات لتأمين الإحساس بالشبع، وبالفعل يسود هذا الاعتقاد، إنما في المقابل، يؤدي الإكثار من تناولها إلى إحساس بالجوع مع ارتفاع مستويات الأنسولين في الجسم نتيجة ذلك.

– يعاني البعض حساسية على البروتينات ولا بد لهم من الحذر في هذه الحالة.

– تسبب بعض البروتينات أضراراً صحية عبر رفع معدلات هرمونات التيستوستيرون لدى النساء، ما يسبب نمو الشعر في مواضع غير مرغوب فيها في الجسم ومنها في الوجه. في الوقت نفسه، يمكن أن يؤدي ذلك إلى خلل واضطرابات في الدورة الشهرية. أما بالنسبة للرجال فقد يبدو لهم أن الإكثار من تناول البروتينات يساعد على بناء العضلات، فيركزون على هذا المنحى الإيجابي لهم، فيما يهملون ما يمكن أن يكون لذلك من أثر سلبي على مستويات الهرمونات في أجسامهم.

– يؤدي الإكثار من تناول البروتينات إلى رفع مستويات الكوليسترول في الدم، وهذا ما يشكل خطراً أكبر على من يعانون أساساً ارتفاعاً فيها، أو غيرها من المشكلات الصحية التي تعتبر من عوامل الخطر التي تزيد احتمال الإصابة بأمراض القلب والشرايين.

انطلاقاً من هذا الواقع، يبدو التوازن والاعتدال أساسياً عبر تناول أطعمة من مختلف المجموعات الغذائية لتأمين العناصر الغذائية كافة التي يحتاجها الجسم، بدلاً من التركيز على مجموعات معينة. فالإفراط في تناول أطعمة من مجموعة غذائية له مخاطر على الصحة، فيما لكل منها فوائد وميزات يمكن الإفادة منها في حال تناولها باعتدال.

النهار

مقالات ذات صلة