خلاف أميركي ـ فرنسي : هل يُسحب الملف اللبناني والرئاسي تحديداً من الفرنسيين؟
ما زالت تداعيات تأجيل الإنتخابات البلدية والإختيارية تتوالى فصولاً، وبات حتمياً أن المسألة في عهدة من سيجترح المخرج القانوني والدستوري لآلية وموجبات التمديد، ما يذكِّر بتلك المرحلة التي كان يضطلع بها الوزير الأسبق نقولا فتوش، إبان فترة التمديد للرئيسين الياس الهراوي وإميل لحود، وبالتالي السؤال المطروح، هل وبعد التمديد المرتقب للمجالس البلدية والإختيارية، ستفتح آفاق انتخاب رئيس الجمهورية العتيد؟ في ظل معلومات وصلت من باريس لمرجع سياسي بأن آخر الصِيَغ المتداولة تكمن في التفتيش عن مرشّح من الخيار الثالث، وثمة ثلاثة أسماء يتم التداول بها داخلياً وخارجياً، وباتت في عهدة الفرنسيين والدول المشاركة في لقاء باريس الخماسي، دون أن يعني ذلك أن رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية بات خارج السباق، ولكن حظوظه تعود من خلال أي تسوية كبرى، وبدعم من كل القوى السياسية مجتمعة، وإلا ثمة استحالة لوصوله إلى ال65 صوتاً، أو تأمين الغطاء العربي والدولي لوصوله.
وعلم أن المرجع المذكور، تلقى معلومات عن خلاف أميركي ـ فرنسي تفاعل في الأيام الماضية، وكادت الأمور أن تزيد من تعقيدات الإستحقاق الرئاسي بشكل يقحمه في أتون الصراعات الدولية، كما علم أن واشنطن أوشكت على سحب الملف اللبناني، والرئاسي تحديداً، من الفرنسيين بعد التفويض الذي كانت قد أعطته لها خلال السنوات المنصرمة، ومما زاد في الطين بلّة، مواقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته للصين، حيث قال كلاماً لم يعجب الإدارة الأميركية، إضافة إلى الحفاوة التي قوبل بها، ولكن دور باريس في الحرب الروسية ـ الأوكرانية، والذي يتماهى مع واشنطن، كان له دوره في إعادة ترطيب الأجواء بين الدولتين، وبالتالي، تسوية ما حصل بين الطرفين من تباين حول دعم ماكرون لفرنجية، فهذه المسائل كانت مدار اتصالات ولقاءات وإعادة التواصل بين الدول الخمس، تحضيراً للقاء المرتقب في وقت قريب جداً.
وتابعت المعلومات، أن التسوية وحدها من يُسَهِّل أو يُعبِّد الطريق أمام الرئيس العتيد، في ظل المشاورات الجارية عربياً وإقليمياً ودولياً، لا سيما مع إيران، حيث سيكون لها دور وحضور لناحية عدم إعاقة التسوية، دون أن يعني ذلك مشاركتها في لقاء الدول الخمس في العاصمة الفرنسية.
من هذا المنطلق، أضافت المعلومات، أن قمة مجلس دول التعاون الخليجي والمخصّصة لعودة سوريا إلى الجامعة العربية، وما سبقها من زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى المملكة العربية السعودية، وكل ما يحصل من عمليات تقارب وتفاهمات، سيكون له وقعه على الإستحقاق الرئاسي، مع الإشارة إلى أن كل ذلك يجري تحضيرا للقمة العربية المزمع انعقادها في 19 أيار المقبل في الرياض، في ظل رغبة عربية وخليجية تحديداً لمشاركة لبنان فيها من خلال الرئيس الجديد للجمهورية، نظراً لأهمية هذه القمة في ظل التحوّلات والمتغيّرات التي حصلت، وسيكون لبنان بنداً على جدول أعمالها، وسيُدرَج على جدول أعمال مجلس وزراء الخارجية العرب خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
من هنا، أكدت المعلومات، على أن الإستحقاق الرئاسي أضحى على الأجندة الخارجية بكل تفاصيله وتعقيداته، وهذه مسألة واضحة، ومن خلال أجواء عن ترتيبات ستحصل قبيل انعقاد القمة العربية وبعض الزيارات التي ستشهدها بيروت للموفدين الغربيين والعرب، وتحديداً من الدول التي تشارك في لقاءات باريس.
ويبقى، أن تأجيل الإنتخابات البلدية لم يُحدث أزمة سياسية، على اعتبار أن الجميع يتقاذف كرة التأجيل، وليس هناك أي اعتراضات دولية أو مواقف تشي بذلك، وذلك مردّه وفق المعلومات، إلى أن الأولوية لانتخاب رئيس لضرورات ملحّة لها صلة بأمن واستقرار لبنان واقتصاده، لمواكبة التحوّلات والتغيّرات الكبرى في المنطقة.
فادي عيد