واشنطن وبتهديد مباشر: “اذا استمر الفساد سنتخذ اجراءات مناسبة!
استوقف الكلام الذي صدر أخيراً عن وكيل وزارة الخزانة الأميركية بريان نلسون، المسؤولين اللبنانيين، حول ملاحقة الولايات المتحدة للنخب الفاسدة وفرضها عقوبات عليها، وانه إذا استمر الفساد ستقوم واشنطن باتخاذ اجراءات مناسبة، كما دعا إلى انتخاب رئيس للجمهورية والشروع بالاصلاحات، موضحاً ان لا علاقة لفرض العقوبات هذه والاستحقاق الرئاسي.
إلا أن مصادر ديبلوماسية غربية واسعة الاطلاع، أوضحت لـ”صوت بيروت انترناشونال”، ان موقف الخزانة الاميركية يحمل في طياته رسالة سياسية، ولو أن واشنطن لا تقول ذلك صراحة، بل انها تعتبر ان موقفها هذا هدفه مساعدة الشعب اللبناني.
وتفيد المصادر أن الإدارة الأميركية “لا تقرأ أي طرف” ولا تهمها أية جهة معينة لا سيما وأن أي طرف لم يُسدِ خدمات لهاـ وليست مصادفة أن يتم توقيت الكلام الصادر عن وزارة الخزانة في المرحلة الراهنة. اذ ان السؤال المطروح من هي الجهة اللبنانية التي قامت بخدمة الولايات المتحدة وهو الأمر الذي حال دون أن تخصص مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط باربرا ليف لقاء لجهة معينة كان يتوقع ان تلتقيها ولم تقم بذلك خلال زيارتها لبيروت.
وهذا يعني أن اهتمامات الإدارة باتت في مكان آخر، وهو الدخول في مواجهة من أجل الاصلاحات ووضع حد للفساد. وبالتالي رئيس الجمهورية الجديد يهمها، لكن ما يهمها اكثر هو تحقيق الاصلاحات، إذ يتبين لها ان الاصلاحات لم تتحقق حتى الساعة، وان الفساد لم يتوقف ولم تتمكن الحكومة الحالية من فعل اي شيء لوقفه. وعندما تصل معلومات لوزارة الخزانة حول ملفات فساد، فهي تقوم بوضع عقوبات على المعنيين.
والعقوبات التي تم فرضها حتى الآن على شخصيات لبنانية، لن تكون الأولى وهي ليست الاخيرة بحسب المصادر، ذلك أن الخزانة الاميركية ستحاسب كل الشركات وجميع الاشخاص الذي يستغلون علاقتهم بالسياسيين لزيادة ثرواتهم على حساب الشعب اللبناني، وبالتالي، إن تخصيص لبنان في كلام نلسون، يعني أن على المسؤولين اللبنانيين توقع الأسوأ .
وبالنسبة إلى المصادر، فإن الأمور تتخذ من واشنطن منحى جدياً، وفي نظر الاميركيين، فإن الحكومة الحالية لا تقوم بأي شيء، وهناك ايضاً جهات تمنعها من العمل، والبلاد لم تعد تحتمل، وكل الامور تراوح مكانها، حتى إن الاميركيين، الذين يمكنهم المساعدة في العديد من القضايا أحجموا عن المساعدة لأن الحكومة لا تعمل.
وتعتقد وزارة الخزانة، وفقاً للمصادر، انها لا تفرض عقوبات من دون اثباتات، وهي لا تتهم في السياسة، لذلك فإن مسار العقوبات انطلق وهو يحمل رسائل سياسية في توقيته، حيث ان الهدف هو أن الفساد في لبنان لن يستمر وواشنطن لا تغطيه، والانظار متجهة حالياً الى مدى سرعة القادة والمسؤولين في لبنان في اتخاذ ردة فعل سريعة ومفيدة لبلدهم.
المصدر :صوت بيروت إنترناشونال