«هشاشة العظام»: مُشكلة صحيّة شائعة والنساء هنّ الأكثر عرضة : ماذا عن الأعراض والوقاية؟
مع التقدم في العمر، تزداد فرص الإصابة بالأمراض أكثر فأكثر وبخاصة تلك المرتبطة بالعظام وبنية الجسم. تعتبر هشاشة العظام أو تخلخل العظم مشكلة شائعة، تعاني منها شريحة كبيرة من الناس تتمثل في ضعف العظام وتَحدُث حالات الكسر المرتبطة بهشاشة العظام بصورة شائعة في الوِرك والعمود الفقري، وتتطور هشاشة العظام ببطء على مدى سنوات عديدة.
الفئات الأكثر عرضة
تؤدي الإصابة بمرض هشاشة العظام إلى إضعاف العظام لتصبح هشّة إلى درجة أن مجرد القيام بأعمال بسيطة جدًا تحتاج إلى أقل قدر من الضغط، كالانحناء إلى الأمام أو حتى السعال قد يسبب كسورًا في العظام، حيث يعود سبب ضعف العظام هذا في معظم الحالات إلى النقص في مستوى الكالسيوم والفسفور، أو النقص في معادن أخرى في العظام.
وفي هذا المجال ، كشف أخصائي جراحة العظام والكسور الدكتور أنطونيو شلهوب، «أن الفئة الأكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام، تشمل الأشخاص ما فوق الخمسين عاماً بشكل عام، والنساء بشكل خاص بعد انقطاع الطمث». وأشار إلى «أن النساء اللواتي يعانين من انقطاع الدورة الشهرية حتى ولو لم يبلغن سن اليأس، هنّ عرضة أكثر من غيرهنّ للإصابة بهشاشة العظام».
واكد «ان عامل العرق، حيث يزداد خطر إصابة الآسيويين بهشاشة العظام أكثر من الأفريقيين. كما أنّ مستويات الهرمون تؤدي دوراً أساسياً في زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام، فالأشخاص الذين يعانون من اضطرابات على صعيد الغدة الدرقية، تتأثّر كثافة العظام لديهم، وبالتالي يصبحون عرضةً للإصابة بهشاشة العظام».
وقال شلهوب انه في حال كان مستوى «التستوستيرون» لدى الرجال منخفضاً، يصبحون عرضةً للإصابة بهشاشة العظام. أمّا نقص الكالسيوم والفيتامين «د»، فيعتبر من العناصر الأساسية المساهمة في إضعاف العظام، لذا ينصح بتناول اللحوم والأجبان والألبان لضمان حصول الجسم على كميات الكالسيوم اللازمة، والتعرض للشمس للحفاظ على الفيتامين «د».
علاقة الأمراض والأدوية
وكشف شلهوب أنّ هناك أمراضا تساعد في الإصابة بهشاشة العظام، أهمها: أمراض الكلى، الكبد، متلازمة القولون العصبي، إلتهابات المفاصل. كما أنّ هناك أنواعا معيّنة من الأدوية التي تؤثّر في كثافة العظام وتساهم في إضعافها، مثل الأدوية التي تحتوي على الكورتيزون، أدوية السرطان، والأدوية المضادة لنوبات الصرع.
الأعراض والوقاية
ماذا عن الأعراض والوقاية؟ يجيب شلهوب انه بمجرّد ضعف العظام نتيجة الإصابة بهشاشة العظام، قد تظهر عليك المؤشرات والأعراض الاتية:
– ألم الظهر نتيجة كسر الفقرات العظمية أو تآكلها.
– قصر القامة بمرور الوقت.
– انحناء الجسم وبخاصة عند النساء الناتج من تآكل الفقرات.
– سهولة الإصابة بكسور العظام.
أمّا في ما يتعلّق بالوقاية، فشدد شلهوب على ضرورة تناول الأطعمة الصحية التي تتضمن الفيتامين «د»، البروتين، والكالسيوم، مثل الألبان والأجبان، اللحوم، البروكولي، اللفت، الحبوب، الأسماك، البرتقال. كما نصح بالابتعاد أو التخفيف من تناول الملح، المشروبات التي تحتوي على الكافيين، المشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة، كونها تخفف من امتصاص الجسم للكالسيوم، وبالتالي تؤدي إلى الإصابة بهشاشة العظام. كما شدد على ضرورة التوقف عن التدخين، شرب الكحول، وممارسة الرياضة بانتظام، لافتاً إلى دور الرياضة في تقوية العضلات التي تصبح مدافعة عن العظام وتعمد إلى زيادة كثافتها.
المكملات الغذائية
وللحفاظ على صحة العظام ومساعدة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية الأساسية بشكل أفضل لبناء عظام قوية، كشف الاختصاصي عن أهمية تناول المكملات الغذائية وأهمها الكالسيوم والفيتامين «د». فالإناث ما دون الخمسين عاماً، يفضّل أن يتناولن 1000 ملغرام من الكالسيوم يومياً، أما النساء فوق الـ 51 عاماً، فيجب أن يحصلن على 1200 ملغرام يومياً. وبالنسبة للرجال من هم دون السبعين عاماً، فيُنصح بأن يتناولوا 1000 ملغرام من الكالسيوم يومياً، أما من هم فوق الـ 71 عاماً، فيجب أن يحصلوا على 1200 ملغرام يومياً.
الديار