جنبلاط يرفض مُرشح «التحدّي» بـ ٦٥ صوتا… ويتفهم «التيّار»!
حالة المراوحة لا تزال تتحكم بعملية انتخاب رئيس للجمهورية، مع بقاء الأحزاب والقوى السياسية على مواقفها الأولية في شأن مرشحها للرئاسة. فـ «التيار الوطني الحر» و»القوات» على موقفهما الرافض ترشيح سليمان فرنجية، وتتقاطع «القوات» و»الكتائب» لرفض مرشح الممانعة، فيما الثنائي يقف عند تسمية رئيس «المردة» سليمان فرنجية، والنواب «التغييريين» برأيين مختلفين وتردد واضح، وما بين الاثنين يبقى موقف «الاشتراكي» الملتبس بعد فشل المبادرة الرئاسية التي أطلقها وليد جنبلاط قبل فترة، ومن ثم جولات الوفد الجنبلاطي خارجيا، خصوصا ان المعروف في السياسة اللبنانية ان جنبلاط يمكن ان يكون بيضة القبان في الاستحقاقات المفصلية، فهل يفعلها اليوم؟
في الأسبوعين الأخيرين، دخل الحزب «التقدمي الإشتراكي» مباشرة في عمق العملية والاتصالات السياسية الممهدة لإنتاج رئيس للجمهورية، بعد قناعته بانعدام حظوظ النائب ميشال معوض، بوصفه من المرشحين من فئة «التحدي» ولا يمكن الاستمرار في دعمه، وبالتالي يجب البحث عن خيارات بديلة.
ينطلق «الاشتراكي» في بحثه عن رئيس من نقطة أساسية ، وهي مراعاة الهواجس المسيحية وعدم استفزاز أي طرف مسيحي، واطلاق عدة مسارات رئاسية. من هنا كانت مبادرته لطرح سلة من الأسماء للتوافق حولها. وتقول مصادر «الاشتراكي» ان المبادرة سعت الى تحقيق خرق في الملف الرئاسي باتجاه كل الأطراف، فالتقى وفد منه حزب الله ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، فيما نشط النائب مروان حماده على خط الصرح البطريركي، والنائب السابق غازي العريضي مع الرئيس نبيه بري، اضافة الى زيارات لجنبلاط وقيادات «اشتراكية» الى الخارج، وتحديدا الى المملكة العربية السعودية وفرنسا التي زارها جنبلاط بالتزامن مع وجود فرنجية في باريس.
ترشيح رئيس «حركة الاستقلال» النائب ميشال معوض لم يعد» ممكنا» بالنسبة الى «الاشتراكي»، بعد عدد كبير من الجلسات الانتخابية وعدم القدرة على رفع «سكور» الأصوات المؤيدة له، وقد ثبت بالمؤكد ان هناك قرارا حازم لانتخاب رئيس من خارج الاصطفافات السياسية، مما يعقد مشهد انتخاب معوض وفرنجية.
وفق المصادر «الاشتراكية»، فان المطلوب إيجاد آلية تلاقي مع القوى السياسية لإنتاج رئيس جمهورية توافقي، فلا يمكن الذهاب الى رئيس تحد بـ ٦٥ صوتا، كما لا يمكن إنتخاب رئيس للجمهورية من دون موافقة أكبر كتلتين مسيحيتي، أي سليمان فرنجية.
مع ذلك، تقول المصادر نفسها ان موقف جنبلاط ليس موجها ضد معوض او سليمان فرنجية، الذي يكن له «الاشتراكيون» احتراما سياسيا، كما لا يعني معارضة وصول فرنجية، فجنبلاط على مسافة واحدة من جميع المرشحين.
وتشير المصادر «الاشتراكية» الى ان جنبلاط يحاول قدر الامكان التموضع في منطقة آمنة عن الصراعات السياسية والرئاسية، ويسعى لمد الجسور مع القيادات المسيحية، وعدم استفزاز أي طرف، وبنظر المختارة الوضع الداخلي بات خطيرا مع انسداد الأفق وتوسع الانهيار الاقتصادي وسقوط المؤسسات. ومن هذا المنطلق، طرح جنبلاط ثلاثة أسماء يمكن ان تشكل تقاطعا بين القوى السياسية في ظل الجمود السياسي والرئاسي.
في الوقت نفسه، يتفهم «الاشتراكي» هواجس «التيار الوطني الحر» الرئاسية، وليس هناك تقارب في الملف الرئاسي مع «القوات»، حيث يظهر تمايز كبير في الملف الرئاسي بينهما، فلكل فريق مقاربته المختلفة ، على الرغم من ان الفريقين انتخبا في البداية معوض في الإحدى عشرة جلسة، إلا ان جنبلاط على ما يبدو في صدد الذهاب الى مسار مختلف عن «القوات»، قد لا يكون بعيدا او مستفزا للثنائي الشيعي او النائب جبران باسيل، وهذا ما عمل عليه «الاشتراكي» قبل شهرين بطرحه سلة أسماء رئاسية على القيادات السياسية للاختيار بينها.
ابتسام شديد- الديار