اعتقال المتهم بتسريب وثائق البنتاغون.. وكواليس مثيرة في القضية
اعتقلت الشرطة الأمريكية، مساء الخميس، جندياً يشتبه في تورطه بتسريب وثائق سرية متعلقة بوزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون، التي أعلنت بدورها سلسلة إجراءات لمنع تكرار مثل هذه الحادثة.
وقالت مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي “إف بي آي” إنه اعتقل أحد المشتبه بتسريب وثائق البنتاغون في ماساشوستس.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن “الوثائق السرية المسربة على الإنترنت حساسة، وإن وزارة العدل تأخذ التحقيقات في تسريب الوثائق على محمل الجد”، مشيرة إلى أنها تواصل العمل مع الوكالات الفيدرالية لمعرفة حجم الضرر الذي أحدثه تسريب الوثائق.
وأضافت أنها “تواصل العمل مع الوكالات الفيدرالية لمعرفة حجم الضرر الذي أحدثه تسريب الوثائق، وأنها لن تناقش تفاصيل الوثائق المسربة بسبب حساسيتها وتأثيرها على الأمن القومي والحلفاء والشركاء”.
وأشارت إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات الوقائية من بينها تمّ تقليص مساحة حصول الأفراد على معلومات حساسة ذات طبيعة سرية.
قلق أمريكي
وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، في وقت سابق الخميس، أن نتائج التحقيق حول هذه القضية بدأت تصل إلى نتائج ملموسة، فيما بدأت عمليات تحديد أولية لعدد من المشتبه بهم في القضية.
وقال بايدن لصحافيين بعد لقائه الرئيس الإيرلندي مايكل هيغينز في دبلن “أشعر بالقلق لحصول ذلك”، مضيفاً أنّ “التحقيق جار” ويبدو أنه على وشك التوصل لنتائج.
وفتحت وزارة العدل الأمريكية تحقيقاً جنائياً بعد تسريب وثائق عبر الإنترنت تعرض بالتفاصيل وجهات نظر واشنطن بشأن الحرب في أوكرانيا، وتلمّح إلى أنّ الولايات المتحدة تجمع معلومات استخبارية عن حلفاء مقربين.
نتائج أولية
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إن “مسرب وثائق البنتاغون السرية يدعى جاك تيكسيرا، ويبلغ 21 عاماً، ويدير مجموعة تضم نحو 30 شخصاً”.
وأضافت أن “مسرب وثائق البنتاغون السرية عضو في الحرس الوطني الجوي في ماساشوستس.
وأشارت إلى أن مكتب التحقيقات الفدرالي يسعى لاستجواب الجندي المتهم بتسريب الوثائق.
وأفادت صحيفة واشنطن بوست الأربعاء، بأنّ شاباً مهووساً بالأسلحة النارية هو من سرّب الوثائق الحكومية الأمريكية السرية مؤخراً، وشاركها في البداية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي هذا الإطار، أخبر عضوان في مجموعة على منصّة التواصل الاجتماعي “ديسكورد” صحيفة “واشنطن بوست”، أنّ مئات الصفحات من هذه الوثائق نشرها هناك شاب أخبرهما أنه يعمل في قاعدة عسكرية أمريكية، وكان قد أخذ الوثائق معه إلى المنزل.
ونشر الرجل الذي أطلق على نفسه لقب “أو جي” (OG) وثائق أمام هذه المجموعة على مدى أشهر، حسبما أفاد العضوان فيها لصحيفة “واشنطن بوست”، شرط عدم الكشف عن هويتيهما.
ووفق الصحيفة، فإنّ بعض الوثائق كانت حسّاسة للغاية، إلى درجة أنّه تمّ تمييزها بختم “لا أجانب” (نو فورينرز) ممّا يعني عدم مشاركتها مع رعايا أجانب.
وأضافت “واشنطن بوست” أنّ المجموعة التي تضمّ حوالى 24 شخصاً، من بينهم أشخاص من روسيا وأوكرانيا، شُكّلت بناء على “حبهم المتبادل للأسلحة النارية والمعدّات العسكرية”، كما أقاموا “عبر ديسكورد نادياً للمدعوين فقط في العام 2020”.
ووفق “واشنطن بوست”، خبر “أو جي” أعضاء المجموعة أنّه أمضى “جزءاً من يومه في منشأة آمنة تحظر الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية الأخرى”.
كذلك، أشار إلى أنه “عمل لساعات في كتابة وثائق سرية لمشاركتها مع رفاقه عبر ديسكورد”، وفقاً للصحيفة.
عُثر على عشرات الصور للوثائق على “تويتر” و”تلغرام” و”ديسكورد” وغيرها من المواقع في الأيام الأخيرة، رغم أنّ بعضها ربما تمّ تداوله عبر الإنترنت على مدى أسابيع، إن لم يكن أشهراً، قبل أن تثير اهتمام وسائل الإعلام.
لم يؤكد المسؤولون الأمريكيون علناً أنّ المواد الظاهرة في الصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع أصلية، ولا يمكن التحقّق من صحّتها بشكل مستقل على الفور.
مخاطر أمنية
وسبب تسريب هذه الوثائق مشاكل لواشنطن، التي كشفت مخاوفها بشأن جدوى هجوم أوكراني مضاد ضدّ القوات الروسية. كما ذكر أنّها قامت بالتجسّس على حليفين مقرّبين هما إسرائيل وكوريا الجنوبية.
لم يعد العديد من الوثائق موجوداً على المواقع التي ظهرت عليها في البداية، فيما أفيد بأنّ الولايات المتحدة تعمل على إزالتها.
وقد تكون تداعيات هذا التسريب كبيرة، إذ من المحتمل أن تعرّض مصادر الاستخبارات الأمريكية للخطر، فيما حصل أعداء الولايات المتحدة على معلومات قيّمة.
وتكشف الوثائق المنشورة على الإنترنت قلق الاستخبارات الأمريكية بشأن قدرة الجيش الأوكراني على شنّ هجوم مضادّ على القوات الروسية، بسبب مشاكل في التدريب والإمداد.
وتتحدّث وثيقة اطلعت عليها وكالة فرانس برس عن مخاوف الولايات المتحدة لناحية قدرة أوكرانيا على الاستمرار في الدفاع عن نفسها ضد الضربات الروسية.