سياسيون يتقاذفون الكرة في ذكرى اندلاع الحرب اللبنانية

بالرياضة ومحاولة تغليب الروح الرياضية يسعى السياسيون في لبنان إلى محاولة محو آثار الحرب الأهلية التي اندلعت في الـ 13 من أبريل (نيسان) 1975، ولكن على رغم هذه المحاولات يشعر المواطنون العاديون بأن نسمات المحبة والوفاق بين السياسيين موسمية وتستغل لتبييض صورتهم، فما إن تنتهي المناسبة حتى يعودوا لخنادقهم السياسية. وفي استعادة لنشاط رياضي مماثل حصل قبل عقد من الزمن تحت شعار “كلنا للوطن” في مناسبة ذكرى “13 نيسان”، نظمت لجنة الشباب والرياضة النيابية مباراة لكرة القدم جمعت عدداً من النواب ضد فريق من عناصر مديرية الدفاع المدني مساء أمس الأربعاء على ملعب مغلق في قاعة بضبية شمال بيروت.

فؤاد شهاب الشاهد

ويشار إلى أن المباراة كانت مقررة على أرض ملعب مجمع الرئيس فؤاد شهاب المكشوف في جونية، لكن الطقس العاصف حال دون أن تحصل المباراة في ملعب رئيس أسبق يطلق عليه “باني المؤسسات”، وربما وفر اللاعبون السياسيون على الرئيس الراحل التحسر والمرارة وهو يراقب أبطال انهيار المؤسسات التي يعزا إليه بناؤها.

من مختلف الكتل النيابية

وشارك في المباراة نواب من مختلف الأحزاب والطوائف والكتل، وهم سيمون أبي رميا والياس حنكش وينال الصلح وأديب عبدالمسيح وآلان عون وغسان عطالله وندى البستاني وآغوب تريزيان وشربل مارون وجيمي جبور.

وقاد المباراة الحكم المنتدب من الاتحاد اللبناني لكرة القدم محمد المولى، وانتهت بفوز فريق الدفاع المدني (6-2)، وأضاع فريق النواب ركلة جزاء.

وفي ختام المباراة قدمت لجنة الشباب والرياضة النيابية درع “الوحدة والسلام” للمدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار عربون محبة وتقدير.

النائب آلان عون قال “رسالتنا اليوم أن لا عودة للحرب والاقتتال والاختلاف السياسي، والمنافسة يجب أن تبقى تحت سقف الروح الرياضية ولا توجد قطيعة ولا حرب بين اللبنانيين، بل هناك سلام على رغم الاختلافات ونبقى شعباً واحداً”.

أما النائب أبي رميا فشدد على “تعزيز الثقافة المبنية على المحبة والروح الرياضية”.

من جهته اعتبر حنكش أن “اللبنانيين لم يخرجوا بعد من آثار الحرب الأهلية بل لا يزال الحقد والضغينة موجودين، ونتمنى أن يكون هذا الحدث رسالة لكل اللبنانيين على رغم الاختلاف الموجود في السياسة وألا يترجم على الواقع ويبقى محصوراً فقط داخل المجلس النيابي”.

وقال المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار “أردنا أن نظهر صورة أخرى للدفاع المدني بعيدة من مشهدية الحرائق، فهو شبكة أمان الناس”.

استعادة لمباراة سابقة

وفي عام 2010 شهدت بيروت مباراة ودية بين فريقين من الوزراء والنواب تحت عنوان “كلنا فريق واحد” في الذكرى الـ 35 للحرب الأهلية، وفيها انقسم السياسيون بين الفريقين، أحمر وأبيض، وبحضور الرئيس اللبناني آنذاك ميشال سليمان.
واقتصر الحضور على الوزراء والنواب والشخصيات السياسية والدبلوماسية العربية والأجنبية، إضافة إلى حشد من وسائل الإعلام المحلية والأجنبية.
وانتهت المباراة بفوز الفريق الأحمر الذي قاده رئيس الوزراء سعد الحريري على الأبيض بقيادة عضو النائب في “حزب الله” علي عمار بنتيجة هدفين من دون رد.

نجوم الفن

وفي عام 1982 شكلت نخبة من نجوم الفن في لبنان فريقاً رياضياً حمل ألوان العلم اللبناني واخترق خطوط التماس العسكرية وقتذاك، وتدرب الفريق على ملعب النجمة بإشراف الحكم الدولي سبع فلاح.

“فريق نجوم الفن” لعب مباراة ضد أساتذة الجامعة الأميركية في بيروت الغربية وفاز (5-3)، وخاض لقاءً آخر ضد منتخب الصحافة وانتهت النتيجة إلى التعادل على ملعب برج حمود في بيروت الشرقية، وقد حضر المباراتين جمهور حاشد تلاقى من الأطراف ليشهد نجوم الفن من قرب ويكتشف مهاراتهم الكروية، وتميز هذه الحدث بأغنية لسامي كلارك عنوانها “ملعب والغول وسامي”.

وجرت حينها اتصالات بجهات عربية رياضية وفنية لتطوير الفكرة وإقامة دورة بين فرق كروية فنية من مصر والأردن وسوريا ولبنان، لكن ظروف استمرار الحرب أجهضت الفكرة.

اندبندنت

مقالات ذات صلة