العين على الحزب “التقدمي الاشتراكي”: “البيكان” متفاهمان… أم يخرب فرنجية علاقة جنبلاط ببري!؟
مع استمرار دوامة الشغور الرئاسي وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، بات واضحاً أن القوى السياسية بانتظار التسوية وكلمة السرّ الخارجية التي تنقذ البلد من الفراغ وتعيد دوامة الحياة والعجلة الاقتصادية المتوقفة اليه. ولكن موقف الكتل المسيحية لم يتبدّل بعد خصوصاً في ظل الثبات على رفضها مرشح الثنائي الشيعي رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، فكل من “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحرّ” و”الكتائب” متمسك بقراره الداعي الى عدم تأمين النصاب وعدم التصويت لصالح فرنجية لأنه تابع وخاضع لمحور الممانعة. وتبقى العين على الحزب “التقدمي الاشتراكي” الذي لا يتوقف عن محاولاته الدؤوبة من أجل الوصول الى التسوية المطلوبة.
وبعد تخلي “التقدمي”عن مرشحه ومرشح “القوات” و”الكتائب” الى جانب بعض المستقلين، النائب ميشال معوّض واعتباره مرشح تحدٍ لا يخدم هذه المرحلة، لم يسأم رئيس الحزب وليد جنبلاط من المحاولات، فقد دعم فكرة الحوار من أجل الوصول الى مرشح توافقي مع جميع الأقطاب كما لا يزال يطرح سلّة من الأسماء من أجل التوافق عليها، ولكن من الواضح أن زياراته المكوكية الى الخارج لم تسفر بعد عن أي نتائج ملموسة على أرض الواقع.
ووفق مصادر “التقدمي” في حديث لموقع “لبنان الكبير” فان جنبلاط لا يزال متمسكاً بمبادرته لحل الأزمة الرئاسية العالقة، ولا يريد فرض أي اسم على أي طرف داخلي ولم يقفل باب التشاور في حال اعترضت أي كتلة على الأسماء التي سبق وعرضها عبر وسائل الاعلام.
ووصفت المصادر علاقة جنبلاط برئيس مجلس النواب نبيه بري بـ”الاستراتيجية والتاريخية”، مؤكدةً أن “هذه العلاقة لا تعني تطابقاً كاملاً ومن الأمور التي لا نلتقي فيها الدخول برئيس تحدٍ في هذه المرحلة”.
ونفت المصادر كل ما يحكى عن خلاف بين رئيس كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط ووالده نتيجة عدم موافقته على سليمان فرنجية “فهما متوافقان والكلمة الأخيرة تعود لوليد جنبلاط لأنه يبقى الأساس”، مشيرةً الى “أننا كحزب تقدمي لا يمكننا الدخول بفرنجية أو أي مرشح آخر من دون قبول مسيحي كحد أدنى عليه، وفرنجية لم يؤمن بعد خمسين صوتاً وبعيد كل البعد عن الـ65 صوتاً، وفي حال تم التوافق عليه من غير الجيد وصول رئيس جمهورية جديد سيبدأ عهده للمرة الأولى بهذه الأصوات، ونحن نعتبر أن الرئيس وطني وليس بحاجة الى قبول مسيحي وحسب، بل اسلامي ومسيحي عام عليه لكن أن لا يكون مرفوضاً مسيحياً”.
وعن مدى توافر الحظوظ الرئاسية للمرشحين، شددت المصادر على أن “هناك قبولاً جدياً بطرح الخبير الدستوري صلاح حنين، وقائد الجيش جوزيف عون بعد تراجع حظوظه في الفترة السابقة عادت اليوم لترتفع مجدداً لدى الدول الخارجية”. اما بالنسبة الى تراجع حظوظ جهاد أزعور بعد زيارة عضو تكتل “لبنان القوي” النائب ابراهيم كنعان، فكشفت الأوساط نفسها أن “هذه الزيارة مرتبطة بمهمة التواصل مع صندوق النقد الدولي ولم تكن في اطار الاستحقاق الرئاسي، وبالتالي ليس التقدمي من يطرح الاسم ليحرقه”.
وبعد طرح فرنسا مبدأ المقايضة في الاستحقاق الرئاسي ورفضه من غالبية القوى الداخلية والخارجية وتحديداً المملكة العربية السعودية، برزت معلومات عن معادلة جديدة لرئيس جمهورية مقابل تولي الرئيس السابق تمام سلام رئاسة الحكومة المقبلة والاتفاق على حاكم مصرف لبنان.
وفي ظل فشل مشاورات راعي أبرشية أنطلياس المارونية المطران طوني أبي نجم مع الفرقاء اللبنانيين، لبّى 53 نائباً مسيحياً دعوة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي الى خلوة روحية، اعتبرت مصادر “التقدمي” أن “مفعولها جيد روحانياً ولكن لن تكون لها أي ترجمة سياسية حقيقية في كل ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي”.
لبنان الكبير