«ما قبل الصواريخ كما بعدها»…!
الهدوء المستمر جنوباً، رغم ساعات من التصعيد «الموضعي» والذي خرقه إطلاق «صليات» صواريخ كاتيوشا وغراد في اتجاه فلسطين المحتلة منذ 5 ايام، يقابله تصعيد سياسي داخلي من قوى معارضة لحزب الله، ومحاولة لتسليط الضوء مجدداً على سلاح المقاومة، وربطه وربط مصيره بالسلاح الفلسطيني المقاوم في لبنان.
وتؤكد اوسط سياسية مطلعة على اجواء حزب الله، ان الحزب لم يتبن إطلاق الصواريخ، ونفى علاقته بها، وانه ملتزم بالـ1701 ولا يريد التصعيد. وتعاطى ومنذ اللحظة الاولى مع حادثة إطلاق الصواريخ، على انها من مسؤولية الجيش واليونيفيل، وعلى الجيش ان يصل الى حقيقة ما جرى، وهذا دوره.
ولكن في المقابل، وخلال الاتصالات معه، أكد حزب الله انه لم يرفع الصوت عالياً، ما دام الاعتداء على الاقصى والقضية الفلسطينية في مراحل خطرة ومتقدمة. كما أكد حزب الله ان سلاح المقاومة في لبنان، هو توأم السلاح الفلسطيني المقاوم، وان الجبهة واحدة والوجهة واحدة ولا تفريط بفلسطين والاقصى، وضمن هذه الثوابت يستمر التنسيق المشترك السياسي والامني والعسكري بين حزب الله والفصائل الفلسطينية.
وتكشف الاوساط على ان الوضع في الجنوب باق وفق معادلات الردع السابقة، اي ما قبل الصواريخ كما بعدها. فأي اعتداء صهيوني او قصف سيقابله قصف مماثل وبنفس الحجم والكمية. وتشير الاوساط الى ان العدو ايضاً ابلغ عدم رغبته بالتصعيد وعدم الذهاب بعيداً اكثر من اطلاق بعض القذائف مكان اطلاق الصواريخ.
وفي مقابل التصعيد العسكري، كان لافتاً التصعيد السياسي الداخلي، الذي اتهم حزب الله وحماس بإطلاق الصواريخ، رغم نفي الطرفين ورغم ان الصواريخ قديمة العهد. حيث ذهبت بعض المواقف «المتطرفة» الى حد مقاضاة «حماس» وتوقيف رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية خلال وجوده في بيروت، علماً انه غادر امس لبنان بعد انتهاء الزيارة.
وفي السياق، تكشف الاوساط ان زيارة هنية كانت مقررة مسبقاً وقبل حادثة اطلاق الصواريخ، وزيارته كانت محصورة بحضور إفطار رمضاني للفصائل الفلسطينية وقيادات في محور المقاومة، كما نفت «حماس» اي علاقة لها بإطلاق الصواريخ، لذلك تأتي الحملة على «حماس» والسلاح الفلسطيني للنيل من السلاح المقاوم عامة ، ولتجريم استمرار نضاله الى جانب حزب الله في سبيل القضية الفلسطينية.
وعن لقاء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بهنية منذ ايام، فتؤكد الاوساط انه استكمال للقاءين سابقين جمعا السيد نصرالله منذ اكثر من 3 اسابيع بكل من نائب هنية صالح العاروري وامين عام الجهاد الاسلامي المنتخب زياد نخالة. وركز اللقاء وفق الاوساط نفسها على الملف الفلسطيني، وكيفية مواجهة الاعتداءات الصهيونية على الاقصى، بالاضافة الى «وحدة الساحات»، والتنسيق المشترك العسكري والامني والسياسي بين حزب الله و»حماس» ومختلف الفصائل الفلسطينية.
علي ضاحي