إفطار محور المقاومة في الضاحية: رسائل بالنار وبالسياسة!

المنطقة على صفيح ساخن، والتطورات الاخيرة حسمت الامور لمصلحة محور المقاومة الذي يتقدم في كل الساحات، والتوافقات الايرانية – السعودية والسورية – السعودية بغطاء اردني وعراقي ومصري وخليجي وجزائري، منحته المزيد من اوراق القوة، ترجمها برسائل صاروخية على مدى ١٠ ساعات من لبنان الى سوريا وغور الاردن وسيناء وفلسطين، هزت «اسرائيل» وواشنطن ودول اوروبية، واكدت على وحدة الجبهات والمسارات وعدم استفراد اي ساحة، بالتزامن مع عمليات نوعية لمقاتلي الثورة الفلسطينية قلبت المشهد بساعات، وشكلت حالات نهوض عمت مختلف الساحات العربية، واعادت صورة السبعينات والثمانينات.

هذه المرحلة حسب مصادر متابعة، اسس البدايات لها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي صوب البوصلة نحو فلسطين، ومد الانتفاضة الفلسطينية في كل وسائل القوة، وساهم بحماية سوريا وفتح طريق بيروت – دمشق – بغداد وصولا الى طهران، واعطى كل المعنويات للشعب اليمني، ونقل المأزق الى قلب كيان العدو عبر صواريخ القسام والجهاد وفتح والشعبية وكل الفصائل، هذه التحولات في الصراع العربي – «الاسرائيلي» ستطبع المرحلة المقبلة، وستدفن نتائج الـ ٢٠١١، وما ساد العالم بعد سقوط الاتحاد السوفياتي من سيطرة حكم اميركي احادي دمر المنطقة لمصلحة «اسرائيل».

وحسب المعلومات، ما كادت اخبار راجمة الصواريخ من القليلة باتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة تصل الى مسامع البيت الابيض، حتى تحرك مستشار الامن القومي الاميركي جيك سوليفان باتجاه «اسرائيل» ومصر وقطر، طالبا من القاهرة التواصل مع حماس، ومن الدوحة مع ايران وحزب الله، واجرى مدير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل سلسلة اتصالات شملت رئيس المكتب السياسي في حركة حماس اسماعيل هنية الموجود في بيروت، ومسؤول الحركة في غزة يحي السنوار للتهدئة، فيما اجرى وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد عبد العزيز الخليفي اتصالات مع الايرانيين وحزب الله لضبط الامور، كما دخل الفرنسيون على خط المفاوضات، وادى ذلك الى العودة الى قواعد الاشتباك السابقة التي خرقتها «اسرائيل» بغاراتها الجوية على سوريا، عبر استهداف المستشارين الايرانيين مباشرة والتصعيد في المسجد الاقصى.

لكن الرسالة الواضحة لقادة العدو، تمثلت في الافطار الذي جمع عدد من قادة محور المقاومة في الضاحية الجنوبية منذ ايام، في حضور نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وقائد فيلق القدس الحنرال اسماعيل قاءاني، امين عام حركة الجهاد الاسلامي زياد نخالة، رئيس المكتب السياسي في حماس اسماعيل هنية، وقادة حوثيين وكذلك من الحشد الشعبي، وتبعه مباشرة ١٠ ساعات من القصف الصاروخي من كافة الجبهات المحيطة بفلسطين وصولا الى غور الاردن، دفعت واشنطن الى الهرولة من اجل التهدئة، وعدم انزلاق الامور الى مواجهات شاملة.

الايجابيات الاخيرة، حسب المصادر السياسية، ستنعكس على الساحة الداخلية، وقد تشهد بيروت قريبا لقاءات بين سفراء ايران والسعودية وسوريا، بعد معلومات عن ترحيب في هذه الفكرة من القيمين على هذه السفارات لاعطاء المزيد من اجواء الراحة الداخلية، وحذرت المصادر الجميع من القراءات الخاطئة للمرحلة الجديدة، لان بشائر التسوية الكبرى آتية حتما على دول المنطقة، ومنها لبنان الذي عليه الاستفادة من قوة حزب الله وحجمه الاقليمي والدولي، ما يمنع اي صفقات على حساب لبنان، وتسمح له الجلوس على طاولة الكبار والحصول على حصته في الغاز والماء وكل المشاريع، وعلى القوى الداخلية قراءة مواقف الحزب بهدوء وروية دون مواقف مسبقة، فهو مع سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية بالحوار والمسار الديموقراطي ضمن مؤسسات الدولة، واذا لم يحالفه الحظ سيتعاون مع اي رئيس للجمهورية، علما ان التوترات رافقت كل الاستحقاقات الرئاسية منذ الاستقلال وقبل ولادة حزب الله، وما يجري حاليا في هذا الملف لم يخرج عن نطاقه الطبيعي بعد.

هذا بالاضافة الى ان حزب الله اعلن في اكثر من مناسبة استعداده لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية وحماية هذا النظام واصلاحه، وعدم السعي الى سلطة جديدة والتمسك بالطائف، والتأكيد على انه ابن الصيغة، كونه يعرف جيدا تركيبة البلد وطوائفه، وان وحدته الوطنية فقط تحميه، وليس اي مشاريع فئوية او اسلامية او مسيحية وحتى عربية ودولية، وكلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله منذ ايام واضح من خلال دعوته كل اللبنانيين الى التلاقي، ووجه الانتقادات للخطابات العالية السقف الصادرة من الحلفاء قبل الخصوم السياسيين عبر قوله «لا يجوز مهما توترنا او غضبنا ان نكتب اي كلام غير لائق ضد بعضنا، علينا ان نكتم غيظنا مع اهلنا في الوطن، هكذا تبنى الاوطان». وسأل : «لماذا عندما يحصل اي خلاف نذهب به الى الاخير، هذا خطاب للجميع حتى للقوى السياسية»، واضاف «على الناس ان تعيش مع بعضها، فالبلد لا يحمل اي تقسيم او فدرالية»، وهذا الكلام يجب ان يلاقيه كل خصوم حزب الله السياسيين.

وتضيف المصادر عينها حزب الله «مرتاح جدا للتطورات الاخيرة واثرها على كيان العدو، وحريص ان تنعكس لمصلحة كل اللبنانيين في مختلف ميولهم، وليس لحساب اطراف على اطراف اخرى كما يتوهم البعض».

رضوان الذيب- الديار

مقالات ذات صلة