العلاقة بين معراب وعين التينة لم ترتق أبدا الى درجات الصداقة!

لا يزال ترشيح سليمان فرنجية في النقطة العالقة نفسها، عند عقبة الموقف السعودي أولا، و«الفيتو» المسيحي من قبل «التيار الوطني الحر» و«القوات»، باستمرار رفض النائب جبران باسيل له لمعطيات وحسابات سياسية وحزبية ومناطقية ، فيما يرفض سمير جعجع وصول مرشح «تحدي» من فريق الممانعة.

فمن لحظة اعلان الترشيح اختلطت الأوراق الداخلية، فمعركة فرنجية قرّبت المسافة بين «الوطني الحر» و«القوات» رئاسيا، وباعدت المسافات بين أطراف آخرين. فمقابل ستاتيكو التهدئة والتقارب بين ميرنا الشالوحي ومعراب، تغيرت ملامح العلاقة بين معراب وعين التينة على اثر الانتقادات التي وردت في تغريدات الطرفين.

في قداس شهداء زحلة، رفع جعجع مستوى خطابه السياسي ضد رئيس من محور الممانعة، الأمر الذي طال بشظاياه حلفاء فرنجية ومنهم رئيس المجلس نبيه بري، مما زاد المشهد الرئاسي تعقيدا.

المفارقة في رفض فرنجية، تمثلت بتوتير الوضع مع بري بتبادل رسائل في أعقاب تصريح له بأن جعجع ليس صديقا ولا عزيزا، ورد من معراب «انه لن يستطيع النوم الليلة».

ووفق مصادر سياسية، فالخلاف الحاصل اليوم بأبعاد سياسية ورئاسية معا، والتوتر تضاعف مع تبني الثنائي الشيعي فرنجية للرئاسة، واتهام المسيحيين بتعطيل الاستحقاق الرئاسي.

وبحسب المصادر، فان العلاقة كانت دائما مقبولة بين معراب وعين التينة، لكنها لم ترتق أبدا الى درجات الصداقة العميقة والتحالفات السياسية، والتجارب أثبتت ان جعجع كان يتودد الى بري بسبب علاقته السيئة مع «التيار الوطني الحر»، وكانا يلتقيان دائما على مشاكسة جبران باسيل في عدد من الملفات. مع العلم ان «القوات» لم تشارك في الاستحقاقات الى جانب «حركة أمل»، فالعلاقة كانت جيدة بالشكل فقط ولم تدخل في التعاون السياسي ، فلم تنتخب «القوات» بري رئيسا للمجلس النيابي، فيما أجهضت «القوات» مؤخرا دعوة بري للحوار الوطني.

وفي شأن جلسة الانتخاب الرئاسية، تقول مصادر مقربة من «القوات» على ان جعجع «حسبها» جيدا في السياسة، فتأمين «القوات» نصاب أي جلسة ينتخب فيها رئيس من فريق ٨ اذار يضعها في موقف مسيحي محرج، ويكسب خصمها «التيار الوطني الحر» المعارض لهذا الترشيح، وعليه فان «القوات» فضلت عدم الوقوع في الفخ، خصوصا انها رأس حربة القوى المعارضة لجلسات الحكومة ومجلس النواب قبل انتخاب رئيس للجمهورية، وعلى الأرجح فان «القوات» لن تغامر بقناعتها السياسية وموقفها امام الرأي العام المسيحي، برأي المصادر نفسها، وعليه لا يجد جعجع اليوم مشكلة في التصعيد ضد عين التينة، وقد ظهر التباعد جليا بين الطرفين في العديد من الملفات، بعد ان رد جعجع على بري في مسألة التعطيل المسيحي للإنتخابات الرئاسية بقوله لبري»بدك تروق علينا دولة الرئيس».

ليست المرة الأولى التي تتوتر فيها العلاقة بين عين التينة ومعراب، حدث ذلك في اعقاب حادثة الطيونة، اذ انطلقت حينها تغريدات من معراب عن «المخدرين في السلطة» كان المقصود بها بري، وتوالت تغريدات من المعاون السياسي لبري النائب علي حسن خليل، ومن «تويتر» انتقل التشنج لاحقا الى السياسة بعدم انتخاب نواب «الجمهورية القوية» لبري لرئاسة المجلس بسبب عدم مطابقته المواصفات السيادية لـ «القوات»، لتخسر نيابة رئيس المجلس وأمانة السر.

فالانتخابات النيابية والاستحقاقات التي تلتها في السنتين الأخيرتين، باعدت كثيرا بين معراب وعين التينة، اما اليوم فان معراب لا يروق لها الدور المحوري الذي يؤديه بري في الاستحقاقات، وفي الاستحقاق الأهم الذي تريده «القوات» وهو انتخاب رئيس جمهورية.

ابتسام شديد- الديار

مقالات ذات صلة