جنبلاط يُصرّ على التسوية لهذه العناوين… وسمير جعجع الى باريس!
من المتوقع أن تعيد زيارات المسؤولين اللبنانيين إلى باريس خلط الأوراق الرئاسية، في ضوء استمرار اللقاءات التي يعقدها المستشار الخاص للملف اللبناني للرئيس الفرنسي السفير باتريك دوريل مع القيادات اللبنانية، ومن بينها المرشّحين الطبيعيين لرئاسة الجمهورية، رئيس» تيار المردة» النائب السابق سليمان فرنجية أو قائد الجيش العماد جوزيف عون، في ضوء ما تمّت إشاعته أخيراً حول اتجاهٍ قد يسير نحو الخيار الثالث، وهو الأمر الذي تطرقت إليه بعض الأطراف الخارجية، وكذلك قيادات لبنانية زارت باريس أخيراً، من رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، إلى زيارة رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل، وبينهما زيارة المرشّح الأبرز إلى الرئاسة سليمان فرنجية. علماً أن شخصيات سياسية وحزبية تستعد لزيارة باريس أيضاً، وربما قد توجه الدعوة إلى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في سياق استكمال النقاش، والتأكيد على التسوية التي يصرّ عليها كل القوى الدولية والإقليمية الناشطة على خطّ الانتخابات الرئاسية.
ومن ضمن هذا السياق، تكشف مصادر نيابية بارزة، عن أن جنبلاط ومنذ عودته من باريس، يقنّن في المواقف والتغريدات، ليس فقط لأن البلد دخل مدار الأعياد، وإنما لكونه استشفّ أنه ليس هناك من أي حسمٍ رئاسي، وبأن الأمور صعبة ومعقدة، وقد بدا جلياً بأن جنبلاط لم يكن مرتاحاً للأجواء التي لمسها في باريس، ولكنه ما زال يشيد بالمساعي التي تبذلها الإليزيه، والهادفة الى إنقاذ لبنان بالدرجة الأولى.
وربما لاحقاً، كما تتوقع المصادر نفسها، ستكون لجنبلاط قراءة متأنية للصورة الحالية، إنطلاقاً من زيارات المسؤولين اللينانيين ولقاءاتهم مع مستشار الرئيس إيمانويل ماكرون السفير دوريل، بمعنى أن جنبلاط ما زال يقيم الرهان على تسوية شاملة في لبنان لا تقتصر فقط على الإستحقاق الرئاسي، لأن هذه التسوية وحدها ترسي الإستقرار السياسي والإقتصادي وتنقل البلد من مكانٍ إلى آخر، في ظلّ الأزمات المتلاحقة والمتراكمة، وصعوبة انتخاب رئيسٍ في ظلّ الإصطفافات الداخلية والإنقسام العامودي بين مكوناته.
وهنا يظهر، ووفق المصادر النيابية عينها، أن جنبلاط لا يماشي هذه المرة حليفه وصديقه رئيس مجلس النواب نبيه بري في موضوع الإستحقاق الرئاسي، باعتباره الداعم الأبرز وكان أول من رشّح رئيس «المردة»، وهذا ما تقرّ به الحلقة الضيقة المقربة من جنبلاط، دون أن يعني ذلك وجود خلاف بينهما، ما يطرح علامات استفهام حول احتمالات تسجيل اصطفافات سياسية جديدة بين الحلفاء والأصدقاء ومن كل القوى السياسية والحزبية مجتمعةً، في ضوء ما تكشفه المصادر عن أن جنبلاط لا يريد الدخول في أي خلاف أو سجال مع أي مكون سياسي وحزبي، سواء مع الفريق المؤيد لفرنجية أو من الجهة المقابلة، ومع كل الأحزاب المسيحية وحتى مع «التيار الوطني الحر»، في ضوء التواصل القائم مع رئيس «التيار « النائب جبران باسيل، بدلالة غياب المساجلات و الحملات بين الطرفين.
ولذا تشير المصادر، إلى ان جنبلاط يراهن على التسوية وحدها دون سواها، ولا يرى عيباً في الوصول إليها لإنقاذ البلد من أزماته، وتحديداً الاقتصادية التي تشكّل الهاجس الأكبر لديه، وبناءً عليه، فهو يترقب ما يجري من اتصالات وجولات نقاش، ولن يقدم على أي خيار لا يحظى بإجماع كل الأطراف السياسية، وتحديداً لن يتجاوز إرادة المسيحيين في الاستحقاق الرئاسي.
هيام عيد