لبنان مقبل على مرحلة أكثر تعقيداً!
وسط تداعيات التطورات الأخيرة التي شهدها الجنوب وفي ظل العظات التي القيت في عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، اتسم المشهد الداخلي بكثير من الارباك والغموض وسط خشية مبررة من ان تضيف الأجواء المتوترة التي فجرت مواجهات بين إسرائيل والفلسطينيين وتوسعت دائرتها الى لبنان والأردن والجولان عامل تعقيد إضافيا على التأثيرات الإقليمية على الازمة اللبنانية.
تداعيات عودة استخدام الأراضي الجنوبية منصة اطلاق للصواريخ وللرسائل الإقليمية اثارت تساؤلات عما اذا كانت ستتسبب بمزيد من التعقيدات الداخلية التي ستراكم طبقة أخرى من الانقسامات اللبنانية اللبنانية حول الاستحقاق الرئاسي بعدما احدث اطلاق الصواريخ أخيرا مناخا شديد التوتر والتأزم.
ولم يكن توزيع “حزب الله” امس خبر اللقاء الذي جمع امينه العام حسن نصرالله ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية ووفد يرافقه وصورة اللقاء سوى امعان في توسيع الشرخ الداخلي في ظل امعان الحزب في تحدي الانطباعات والمشاعر اللبنانية التي اثارها القصف الصاروخي من الجنوب في ظل تنسيق صار مكشوفا وعلنيا بين الحزب وحماس في الجنوب.
وتخشى أوساط سياسية مطلعة ان تطل الفترة المقبلة، أي بعد عيدي الفصح الغربي والشرقي وعيد الفطر المتزامنة هذا الشهر، على مرحلة جديدة من التعقيدات القائمة والمحدثة لا سيما وان تطورات الوضع الجنوبي أخيرا ستترك حتما اثارها المباشرة والعميقة على المواقف الداخلية والخارجية من الازمة الرئاسية لجهة تسليط الأضواء والاولويات على الانكشاف السياسي والأمني الرسمي في ظل عودة “حزب الله” الى ممارسة لعبة التحكم بالواقع اللبناني قسرا، وهو امر سيزيد الاستقطاب السياسي حدة وسيفاقم حالة التجاذب الحاد حول الخيارات الرئاسية والمرشحين كما سيمدد لحالة انعدام اليقين التي تحكم هذه الازمة.
النهار