صواريخ “مكتومة القيد” تُسقط “ورقة التوت” الاسرائيلية: “أوهن من بيت العنكبوت”!
كشفت صليات الصواريخ التي أطلقت من لبنان الى الأراضي الفلسطينية المحتلة، حجم العجز الذي يرخي بثقله على حكومة العدو الاسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو والتي تترنح تحت ضربات الاحتجاجات الشعبية على قراراته الارتجالية المعطوفة على الانقسامات السياسية الذي بلغت حد التهديد بالحرب الأهلية، وتخوف رئيس إسرائيل من زوال الكيان.
لم يكن ينقص إسرائيل سوى عملية إطلاق 35 صاروخا فقط، لتُسقط ورقة التوت عنها، وتظهر الوهن المسيطر على هذا الكيان الغاصب خصوصا بعدما أضاءت العملية على حقائق ربما كانت خافية وأبرزها:
أولا: هشاشة قوة الردع لديها بعد فشل القبة الحديدية في التصدي للصواريخ الـ35 حيث أفلت منها نحو 11 صاروخا بلغوا أهدافهم.
ثانيا: إمتناع إسرائيل عن الرد الفوري والمباشر ما عكس حالة الارباك التي سيطرت عليها وإستدعت إجتماعا لـ”الكابينت“ لمناقشة قرار الرد وقوته ومداه.
ثالثا: الرد الاسرائيلي الموضعي الخجول على لبنان والذي تركز على مساحات خالية وغير مأهولة، لتجنب المسّ بالمدنيين خوفا من إستدراج رد معاكس من حزب الله المجهز والحاضر عسكريا، والجاهز للرد في أي مكان وزمان.
يمكن القول إن التهديدات الاسرائيلية التي بلغت ذروتها كانت أشبه بمقولة “تمخّض الجبل فولد فأرا”، حيث سارع العدو الى التحقيق وتوجيه الاتهام وإصدار الحكم بحسب أهوائه تجاه حركة “حماس“، علما أن أي جهة، فلسطينية كانت أم لبنانية، لم تتبن هذه الهجمات التي لم يعد خافيا على أحد أنها كانت موضعية وبصواريخ محلية الصنع و”مكتومة القيد” ردا على الانتهاكات الصهيونية الغاشمة للمسجد الأقصى، وهي تختلف كليا مع الأسلحة المتطورة والدقيقة التي يمتلكها حزب الله الذي حاولت إسرائيل أن تتجنب إثارته أو دفعه للرد، وإستقوت على غزة بقصف إستمر لساعات قالت أنه إستهدف أهدافا لحماس التي أيضا لم تعلن مسؤوليتها عن العملية الصاروخية.
لا شك في أن الصراع مع إسرائيل وتوازن الرعب القائم الذي يشكل قوة ردع لبنانية للعدو، باتا أكبر بكثير من أن تعود الأرض اللبنانية منطلقا للرسائل الصاروخية بإتجاه فلسطين المحتلة، وهذا ما عبرت عنه الحكومة التي أكدت إلتزام لبنان بقرارات الشرعية الدولية وبالقرار 1701، وقدمت في الوقت نفسه شكوى بحق إسرائيل الى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وإن كانت هذه الشكاوى لا تجدي نفعا، لكنها تشكل إدانة وتوثق هذا الاعتداء الاسرائيلي على لبنان.
أمام هذا الواقع، بدا الطرفان اللبناني والاسرائيلي لا يريدان الذهاب نحو التصعيد، لكن المستغرب كان التصعيد الداخلي الذي شكل خطرا أكبر على لبنان من أي عدوان إسرائيلي، ومسارعة بعض التيارات السياسية الى إطلاق المواقف النارية ومحاولة الاستفادة مما حصل على الحدود الجنوبية في الملفات السياسية وفي تسجيل النقاط وتصفية الحسابات، وتجديد المطالبة بتسليم سلاح حزب الله.
لكن يبدو أن أصحاب هذا التصعيد نسوا أو تناسوا بأنه لو لم يكن هناك سلاح حزب الله، وجرت عملية إطلاق الصواريخ لأي سبب من الأسباب أو بأي شكل من الأشكال، ومن أي جهة كانت، لاجتاحت إسرائيل لبنان فورا وعاثت بمناطقه وأهله تدميرا وقتلا من دون رادع أو وازع كما كانت تفعل من قبل، لكن العدوالذي بات يُدرك أن إعتداءه على لبنان ليس نزهة، حاول قدر الامكان إدارة ظهره للصواريخ الآتية من أراضيه، والالتفات بإتجاه الداخل الفلسطيني نحو غزة، أما عمليته العسكرية التي أعلن أنه نفذها في لبنان فجددت التأكيد بأن إسرائيل هي “أوهن من بيت العنكبوت”.
غسان ريفي