مُبادرة رئاسيّة مُرتقبة للمستقلين و«التغييريين» عنوانها: إيصال مرشح وسطي مقبول
يبدو ان خلوة حريصا فعلت فعلها مع النواب المستقلين و»التغييريين»، اذ دبّت بهم الحماسة الفورية بعد سماع عظة البطريرك بشارة الراعي، خلال القداس الذي تلا الخلوة الروحية، فإتفقوا على ضرورة إطلاق مبادرة ما زالت قيد الاعداد، وفق ما اشار احد النواب «التغييريين» لـ» الديار»، مفضّلاً عدم ذكر إسمه حالياً، اي قبل إكتمال الطبخة الرئاسية كما أسماها، وقال: « سنبحث قريباً في مبادرة عنوانها ضرورة إيصال المرشح الوسطي المقبول من اكثرية الافرقاء السياسيين، وغير ذلك فالمهمة صعبة وغير واردة ، لا بل تقارب المستحيل، لانّ وصول مرشح ممانع او معارض سيبقى حلماً لن يتحقق، لذا إرتأينا المرشح المضمون وصوله، وهنالك أسماء قيد الدرس بعضها معروف».
هذا بإختصار ما قاله نائب «التغيير»، الذي لقي كلامه إستغراباً لدى نائب معارض، بسبب إستفاقة متأخرة، وبعد دعوات متكرّرة من فريقهم الى النواب «التغييريين» للمضيّ معهم والاتفاق على مرشح رئاسي، والتصويت له للحصول على 65 صوتاً ، معتبراً بأن «لا احد يفهم على هؤلاء، حتى انهم لا يفهمون على بعضهم» ، وقال:» خلافات وإنقسامات وتناحرات وآراء متناقضة، الامر الذي يجعلنا نستعين بالمثل الشائع كل يغني على ليلاه ، والنتيجة فشل متواصل، آخره ما جرى في جلسة اللجان النيابية».
الى ذلك، علّقت مصادر سياسية مطلعة على الملف الرئاسي المتأرجح بين مجموعة اطراف، وليس فقط الفريق الممانع والفريق المعارض، بل على كتلة «التغيير» التي إنقسمت وباتت ثلاثة أجزاء وقابلة للتوسّع اكثر، بعدما كانت ليلة 15 ايار الماضي تضّم 13 نائباً «تغييريّاً»، بحسب التسمية التي اطلقوها على تكتلهم، وإعتبر حينها الناخبون انهم إستطاعوا خرق المنظومة الحاكمة، لانهم اوصلوا هذا العدد الى المجلس النيابي، بعد ان شارك هؤلاء في إنتفاضة 17 تشرين، لكن النتائج جاءت مغايرة فسقط رهان البعض، واعتقد الشعب المعارض حينها انه إنتصر وأوصل صوته الصارخ عبر هؤلاء النواب، وبأنّ رأيه سيُنقل بدقة الى قاعات المجلس، الى ان تلقى بسرعة الصدمة تلو الاخرى، اذ بدأت الاستحقاقات تتوالى، ومن ضمنها إنتخاب رئيس المجلس النيابي ونائبه وتسمية رئيس الحكومة المكلف، وعندها بانت الحقائق، وتشتّت نواب «التغيير» ولم يفلحوا حتى ضمن اجتماعاتهم بالاتفاق على أي إسم موحّد، فلا توافق ولا إنسجام مع المعارضة ، بل إستعانة بشعار «كلن يعني كلن»، لكسب المزيد من الشعبية، بحسب ما رأت المصادر المذكورة، قائلة:» لا نعلم حقيقة ماذا يريدون؟ والامور مرشحة الى المزيد من الخلافات في ظل الاستحقاق الرئاسي، الذي لا يعرفون لغاية اليوم كيف يتلقفوه، اذ يبحثون دائماً عن أسماء خفية مغمورة ليصوّتوا لها، وبهذه الطريقة قاموا بتفويت فرص عديدة في المعركة الرئاسية».
وسألت المصادر : «لماذا سارعوا اليوم للبحث عن مبادرة رئاسية لإيصال المرشح الوسطي بعد مرور كل تلك الاشهر»؟ معتبرة بأنّ «هؤلاء النواب كانوا يملكون الوكالة الحقيقية من الشعب الثائر على المنظومة والرافض للفساد والسرقات، اي كل الذين إنتفضوا ومن كل الطوائف، لذا كان من الاجدى لو قام نواب التغيير بواجبهم ، وتوحدّوا منذ تاريخ وصولهم الى الندوة البرلمانية على كل الاستحقاقات الهامة والقضايا الملحّة والعالقة». واملت المصادر «ان يكونوا اليوم على قدر كبير من اليقظة خصوصاً في انتخابات الرئاسة، اي ان يجتمعوا من جديد تحت سقف واحد، ويتفقوا على دعم مرشح وسطي معتدل سياسياً، وقادر على الحوار مع كل الاطراف، والاسماء عديدة في هذا الاطار ومعروفة، وليس من الصعب ابداً ايجادها».
وختمت المصادر بدعوة النواب المستقلين و»التغييريين» بأن يكونوا قدوة لباقي النواب، لانهم إنتخبوا من قبل مواطنين غير حزبيين، اي لبنانيين لا يؤمنون بسياسة الزعيم، بل بلبنان الوطن فقط.
صونيا رزق