“النار بالنار”.. حديث مواقع التواصل!

أزمة النازحين وأسرار علاقة اللبنانيين بالسوريين.. حبكة درامية وقصة واقعية سلط فيها المسلسل الدرامي “النار بالنار” الضوء على هذه الإشكالية القائمة، لتقديم مقاربة لهذه القضية الشائكة من منظور موضوعي، تعكس من خلالها وجع الشعبين اللبناني والسوري جراء الضغوطات الكبيرة التي يعيشها كلاهما في ظل تفاقم الأزمات الحالية.

اقترابه من الواقع الذي يتخبط فيه السوريون واللبنانيون على حد سواء واختيار حي شعبي في بيروت مسرحاً للأحداث، جعل المسلسل الدرامي اللبناني السوري المشترك حديث مواقع التواصل الاجتماعي وسط زحام المسلسلات الرمضانية، لاسيما في لبنان وسوريا، لتصوير مشاهده في قرى ومدن لبنانية ومخيمات للنازحين السوريين، لتنقل الصورة الحقيقية لشكل العلاقة بين المواطن اللبناني والنازح السوري على أرض الواقع.

وبين جدل العنصرية والتطرق إلى حقبة الوجود العسكري السوري السابق في لبنان لمدة 30 عاماً إبان الحرب الأهلية اللبنانية 1976، والاحتكاكات بين الشعبين السوري واللبناني، لا يخلو العمل أيضاً من قصص حب معقدة بين الطرفين، فقد أبدع الكاتب رامي كوسا في دمج الأحداث الواقعية المعاصرة مع أفكار مستوحاة من رواية “تاجر البندقية” إحدى روائع شكسبير، ليعكس الوجع المشترك بين السوريين واللبنانيين ومحاولة اكتشافه والدخول في ثناياه.

ومنذ عرضه بداية شهر رمضان، والنقاط الجدلية التي تحوم حول العمل لا تفسده بل يلاقي أصداء واسعة ومتابعة قوية وترقب، واضطرت هذه الاشكاليات كاتب العمل رامي كوسا للتوضيح أكثر من مرة عبر السوشيال ميديا للرد على الاتهامات، فيما خص اللغط حول اضطرار مريم خلع الحجاب بهدف اقتناء جواز سفر لبناني مزور وسهولة تنقلها، ومن قبلها تنميط صورة اليسار العربي، وربط اليساريين إما بالقمار أو الإدمان على المشروبات، متبرئاً من الحوار وتصويب الأمر تجاه المخرج محمد عبد العزيز.

كاريس بشار
وللفنانة السورية المخضرمة كاريس بشار نصيب الأسد في رسائل الإشادة والمدح عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نظراً لابداعها في الدور وشخصية “مريم”، تلك المُدرِّسة السورية الهاربة من وطنها في فترة الحرب، من دون أوراق ثبوتية، لتجد نفسها عالقة في إحدى حارات بيروت بمواجهة الواقع من أجل الحفاظ على العيش والاستمرار في مدينة لا تعرفها.

“تشبهنا بطبيعتها وبعيدة عن التصنع والمبالغة”، هكذا وصفت إحدى رواد السوشيال ميديا شخصية مريم في المسلسل، مشيدة بأداء كاريس الذي من وجهة نظرها أحقيتها في الحصول على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في المسلسل، فقد تمكنت كاريس، نجمة الإبداع في غالبية الأدوار التي تُنسب إليها سواء كانت كوميدية أو درامية أو اجتماعية، منح مشاهد “النار النار” كعادتها جرعة فنية تمزج الحزن والغبطة، عكست بأسلوبها وملابسها وحركات يديها وطريقة سيرها حالة الانكسار التي تعيشها اللاجئات السوريات، بقدرة واقتدار.

طارق تميم وساشا دحدوح
وكان النجمان اللبنانيان طارق تميم وساشا دحدوح من أكثر الثنائيات جذباً في المسلسل، فاستقطبا أنظار الجمهور وأشاد بهما المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد نجح تميم في رسم الضحكة على وجوه الجمهور لصدق أدائه في شخصية “جميل”، الصحافي الذي أصابته خيبة الأمل بالكثير من الأمور واتجه خطأً للقمار، لكنه حافظ على إعتداله وإنفتاحه، فيحاول تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين والسوريين في العمل ويحارب على طريقته العنصرية والتطرف بين أفراد الحي الواحد والذين تفرقهم السياسة والجنسيات.

24.ae

مقالات ذات صلة