سفير سعودي جديد لمواكبة «المتغيرات»!
الاجواء والسياسات الجديدة فرضت تغييرات شاملة في طاقم السفارة السعودية في بيروت، وابلغ السفير السعودي وليد البخاري اعلاميين قرار بلاده بمغادرته بيروت، عازيا الاسباب الى المتغيرات في المنطقة التي تتطلب سفيرا جديدا، لكنه لم يكشف عن اسم السفير الجديد، وحسب المعطيات، فان الكفاءة التي يتمتع بها البخاري لا غبار عليها، وموضع اجماع كل اللبنانيين، لكن اتفاق بكين يتطلب سفيرا جديدا في ساحة اساسية كانت معقلا للخلافات الايرانية السعودية، وقادرا على التسويق للتفاهمات الجديدة وصولا الى امكانية الحوار المباشر مع حزب الله حول بعض الملفات وتصفير الخلافات وتجاوز سلبيات المرحلة الماضية، ووقف الحملات الاعلامية وربما نقل المحطات الاعلامية التي تبث من الضاحية وتهاجم الرياض ودول الخليج كالمسيرة والساحات اليمنية واللؤلؤة البحرينية والنبا للمعارضة السعودية بقرار ذاتي من ادارات هذه المحطات.
وحسب المراجع العليمة، تكمن مشكلة الرياض في لبنان في عدم وجود حلفاء داخليين لها قادرين على ادارة التفاهمات مع حزب الله بعد خروج سعد الحريري من الحياة السياسية، بالاضافة الى الخلافات المسيحية وعدم امتلاك جنبلاط الغطاء المسيحي الذي يعطيه حرية الحركة رئاسيا، فيما طهران ودمشق موقفهما ثابت وواضح لجهة تسليم الملف الرئاسي وكل تفاصيل الحياة اللبنانية الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وبالتالي فان الرياض مضطرة الى التدخل المباشر في الملفات الداخلية، وظهر هذا الامر بوضوح في الفترة الاخيرة من خلال الجولات المكوكية للسفير السعودي مقابل انكفاء كامل للسفير الايراني عن الملف الرئاسي وكل الملفات الداخلية. هذا الامر اظهر السعودية وكانها فريق داخلي مع ١٤ آذار ضد ٨ اذار فيما التسويات الكبرى تتطلب مسارات مختلفة وحوارات مع الجميع، وصولا الى فتح ابواب السفارة السعودية امام حزب الله وفتح ابواب حارة حريك امام المسؤولين السعوديين وصولا الى افطارات متبادلة بمشاركة السفيرين الايراني والسعودي مع مسؤولين في حزب الله، وفتح صفحة جديدة.
وتنصح المراجع العليمة العديد من القيادات السياسية، قراءة المتغيرات الكبرى بشكل واضح وسليم، وعدم الوقوع في اخطاء او التقليل من حجم ما يحصل من تفاهمات بين الصين والسعودية وايران، وظهر ذلك في التوافق على تخفيض انتاج النفط والغضب الاميركي من القرار. ولذلك تؤكد المراجع العليمة، ان الاستحقاق الرئاسي تفصيل صغير، مع تاكيدها بان الرياض لن تعطي باريس ورقة فرنجية في لبنان، وانه في حال حصل تبدل، فلماذا لا تسلفها مباشرة لدمشق وطهران عندما يوضع الملف الرئاسي على الطاولة خصوصا ان الرياض تاخذ الهواجس السورية الامنية في لبنان في عين الاعتبار.
وتشير المراجع العليمة، ان الملف الرئاسي سيحسم في النهاية على الطاولة السعودية السورية خلال القمة العربية في الرياض، ولا جديد رئاسيا الان، والموفد القطري اكد خلال جولاته، ان بلاده تعمل بالتنسيق مع الرياض في لبنان، وزيارتنا استطلاعية، لمعرفة كل الاراء قبل اجتماع اللجنة الخماسية التي لم تدخل في اجتماعها السابق في باريس بالاسماء، ولم تضع فيتو على اي اسم، لكنه سأل من التقاهم من ٨ اذار «لماذا سليمان فرنجية»؟ وسمع الاجوبة دون اي تعليق منه، مع التاكيد على استعداد فرنجية على مناقشة الاستراتيجية الدفاعية والحوار بشانها ولا مشكلة عند حزب الله في الموضوع، كما اكد الموفد القطري ايضا، ان بلاده لن تسمح «بسقوط « لبنان وهذا قرار عربي، واشار الى عمق واهمية ما حصل بين السعودية وايران مع تبنيه انضمام طهران الى اللجنة الخماسية.
الديار