“عنتريات نافخة لعضلات فارغة”… لمن الكلمة الفصل؟
ينعدم الامل نهائياً في أنّ إمكان ان يُبعث حلّ من الداخل، بل العكس فالداخل محكوم بفئة ولّادة لشتى أنواع وألوان التعقيدات والفروقات، وخوف اللبنانيين يتعاظم من هذا المسار المدمّر، الذي كما هو مؤكد، يَنساق بغايات دفينة واهداف لعينة مستوطنة في نفوس تلك المكونات التي لا تريد التوافق في الداخل على رئيس للجمهورية، ولا ان تتجاوب مع جهود الاصدقاء والاشقاء في الخارج لِحث اللبنانيين على هذا التوافق وانتخاب رئيس الجمهورية.
الّا انّ هذه الصورة تعاكسها قراءات سياسية، تقارب الملف الرئاسي المعقد بحجمه الطبيعي، وكذلك إمكانات وقدرات مكونات التعطيل، من دون ان تنساق الى تضخيم الصورة والمبالغة في تكبير الاحجام.
وفي هذا السياق، أبلغَ مرجع سياسي الى «الجمهورية» قوله: ان التموضعات السياسية بالشكل الموزّعة فيه على ضفتي ملف رئاسة الجمهورية، وبالشكل التي تتعامل وتتفاعل فيه مع بعضها البعض، تؤكد بما لا يرقى اليه الشك انها تموضعات متعادية، ولغة التخاطب فيما بينها، هي اللغة الحربية والالغائية التي لا يستقيم معها اي تقارب او توافق. وبالتالي في هذا الجو، يصبح تحقيق أي خرق إيجابي في الملف الرئاسي من سابع المستحيلات.
وسأل المرجع عينه «هل هذا الامر غريب عن لبنان»؟ وأجاب: «أبداً، هذا الجو العدائي ليس مستجداً على هذا البلد، بل بالعكس، هو مسار اشتباكي طويل يمتد الى سنوات طويلة، خبر فيها اللبنانيون صولات وجولات مماثلة «على الفاضي وعلى المليان»، مع ذات المكونات التي تتواجَه بذات الادوات وبذات الانقسامات وبذات الخطابات وبذات الشعارات، وبذات الرهانات، وبذات العصبيات وبذات العنتريات النافخة لعضلات فارغة الّا من إرادة التعطيل وقدرة التفريق والتحريض الطائفي والمذهبي. امّا النتيجة فلن تكون خارج سياق ما شهدناه في الماضي، حيث انه عند ساعة الجد، يأخذ كل طرف حجمه وتنتهي وظيفته المحددة له في مرحلة التأزيم، وتصبح الكلمة الفصل لـ«التسوية» التي لا بد ان تُصاغ، ولا اعتقد انها بعيدة. وبالتالي، تصبح الاولوية القصوى لدى ايّ من اطراف الاشتباك هي ان يبحث عمّا يمكنه من أن يحجز مقعداً له في هذه التسوية او على ضفافها».
خلاصة الامر، يلفت المرجع عينه الى انه «رغم الانسداد الظاهر فأنا لستُ متشائما، مع يقيني الكلّي بأنّ هذا المسار المدمّر لن يكمل، وقناعتي راسخة بأنّ الوضع الراهن سينتهي الى حلّ رئاسي في المدى المنظور».
وردا على سؤال قال: الحل الرئاسي اكثر من وارد في المدى المنظور، ربطاً بما يحصل من حولنا من تطورات كاسرة لكل التوترات في المنطقة، واندفاعات تقارب وتوفيق بين من كانوا في الامس أعداء، فهل يمكن ان تهدأ المنطقة ويترك لبنان متوتراً ونقطة متفجرة؟ فضلاً عن اننا لمسنا بكل وضوح وجدية، إرادة صديقة وشقيقة بحسم الامر في لبنان وتمكينه من انتخاب رئيس الجمهورية، ولذلك لا اعتقد انّ المسألة ستطول اكثر من اسابيع قليلة، ولن يكون احد قادراً على نسف الحل لأن كلّ الاطراف يَدّعون القوة قولاً، الا انهم في حقيقة امرهم ضعفاء».
الجمهورية