زيارة الخليفي ترفع حظوظ جوزيف عون في الرئاسة

ترجح أوساط سياسية لبنانية وعربية أن تكون الزيارة التي قام بها وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبدالعزيز الخليفي، تهدف إلى استطلاع أراء الأطراف اللبنانية قبل التقدم بمبادرة تدعم وصول قائد الجيش العماد جوزيف عون إلى الرئاسة.

واعتبرت الأوساط أن الموقف القطري يلامس الموقفين الأميركي والسعودي الرافضين لوصول رئيس من محور معين، وبالتالي فإن حظوظ جوزيف عون بتولي المنصب في ارتفاع.

ويدعم حزب الله وصول زعيم تيار المردة سليمان فرنجية إلى الرئاسة وحاولت فرنسا عن طريق استدعائها له الأسبوع الماضي الترويج له وإقناع السعودية بدعمه، وهو ما استبعد مراقبون تحقيقه رغم الضمانات التي قدمها بحسب تسريبات تناقلتها وسائل إعلام لبنانية.

وتدعم قطر والولايات المتحدة منذ بدء الأزمة الاقتصادية اللبنانية المؤسسة العسكرية. وزار العماد جوزيف عون الدوحة أكثر من مرة منذ بدء الأزمة. والثلاثاء أكد وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية ضرورة الاستمرار بدعم المؤسسة العسكرية اللبنانية لتمكينها من تنفيذ مهماتها في حفظ أمن لبنان.

جاء ذلك خلال لقاء العماد جوزيف عون في مكتبه بشمال شرق بيروت، مع الخليفي، بحسب بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني.

وشدّد الوزير الخليفي على “ضرورة استمرار دعمها لتمكينها من تنفيذ مهماتها في حفظ أمن لبنان واستقراره”، منوها “بدور المؤسسة العسكرية في ظل الظروف الراهنة”.

وشكر بدوره العماد عون “دولة قطر بشخص الأمير تميم بن حمد آل ثاني على الدعم المستمر للمؤسسة”. وأشار البيان إلى أن “البحث تناول الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة”.

وكانت قطر أعلنت في يونيو الماضي عن تقديمها مبلغ 60 مليون دولار في إطار دعم الجيش اللبناني، بناء على توجيهات أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وتسلّمت قيادة الجيش الدفعة السادسة من هذه الهبة في السابع والعشرين من مارس الماضي، وذلك في إطار مبادرات دولة قطر لدعم العسكريين وتحسين ظروفهم المعيشية، وتعتبر هذه الهبة ذات أهمية بالغة في ظل الأزمة الحالية التي يمر بها لبنان.

وزار الخليفي الاثنين عددا من المسؤولين اللبنانيين ورؤساء الأحزاب، حيث كان الاستحقاق الرئاسي بندا رئيسيا في الاجتماعات التي عقدت من دون أن يتم الإعلان عن تفاصيل المباحثات، بحسب تقارير محلية.

والتقى الخليفي رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان، ورئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل.

وأشاد ميقاتي الاثنين بالدعم القطري لبلاده في مواجهة “الصعوبات السياسية والاقتصادية”. وقال ميقاتي في بيان إنه عقد والوزير القطري لقاء تناول العلاقات الثنائية بين البلدين والوضع في لبنان والمنطقة.

وخلال اللقاء، شدد ميقاتي على “العلاقات الوطيدة التي تربط لبنان وقطر على المستويات كافة”، مشيدا بـ”المساهمات القطرية في مساعدة لبنان على الصعوبات التي يمر بها سياسيا واقتصاديا”. وأعرب عن التقدير لدعم قطر الجيش اللبناني “في هذه المرحلة العصيبة بما يمكنه من القيام بمسؤولياته”.

وكانت ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال عون انتهت في الحادي والثلاثين من أكتوبر الماضي، ودخل لبنان مرحلة الشغور الرئاسي. ولم يتمكن المجلس النيابي من انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد 11 جلسة خصصت لهذا الشأن.

وأكدت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا فرونتسكا، الثلاثاء، أهمية استقرار لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن وتنفيذ الإصلاحات الكاملة.

وشددت فرونتسكا، خلال لقائها ميقاتي، على أهمية وجود قوات “اليونيفيل” العاملة في الجنوب وعلى احترام القرارات الدولية. كما دعت “إلى احترام الاستحقاقات الانتخابية، ومن بينها استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية”. وبحسب بيان صادر عن الموقع الرسمي لميقاتي، وضعت المنسقة الخاصة ميقاتي في أجواء التقرير الذي صدر عن لبنان في مجلس الأمن الدولي.

العرب

مقالات ذات صلة