الدوحة في بيروت: لا دخان ابيض متصاعد !
لا دخان ابيض متصاعد من اي من المقرات المعنية بمعركة انهاء الشغور الرئاسي، عشية خلوة الصلاة التي سيلبيها النواب المسيحيون بناء على دعوة بكركي، وسط امواج من المبادرات على انواعها تطلق من هنا وهناك، دون افق او مسار محدد، يمكن الجزم معه بمصيرها، وان بدت في الغالب متناقضة وعلى حساب بعضها بعضا.
فكما الضبابية التي ما زالت تحجب الرؤية حول اسباب ونتائج زيارة رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية الى العاصمة الفرنسية، كذلك الامر بالنسبة لنتائج جولة الموفد القطري الذي حط «بالبراشوت» في لبنان، في جولة «مددت» بعد ان انتهت، قبل ان تعود البلبلة من باب قرار الوفد المغادرة مساء بعد ان انجز مهمته.
فاذا كان ثمة فريق، من الذين يعتبرون ان «الام الحنون» قد قطعت تذكرة سفر رئاسية لفرنجية، وبالتالي تصبح الزيارة القطرية الى بيروت غير ذي جدوى، بعيدا عن البحث عن بعض المكاسب، فانه في المقابل يرى الفريق الآخر ان دخول الدوحة هو في اطار طرح مبادرة بديلة، قد تكون اقرب للقبول والتسويق عند الاطراف المسيحية «الحردانين» من فرنسا.
ووفقا لمصادر واكبت الزيارة، فان الزيارة القطرية لم تكن من باب تسويق مشروع رئاسي او مرشح رئاسي، خصوصا في الظروف الحالية ، حيث لا تزال المبادرة الفرنسية المدعومة مصريا وسعوديا، بـ «قبة باط» اميركية، في «عز طلعتها»، حيث تدرك قطر نتائج اي «قوطبة».
وتشير المصادر الى ان الزيارة كانت استطلاعية، بهدف تجميع اوراق كافية استعدادا لاجتماع «الخماسي الباريسي» في الرياض في غضون ايام، خصوصا ان لقطر مصالح اقتصادية ليست في صدد خسارتها حاليا من جهة، وثانيا كون الدوحة تدرك جيدا انها شبه معزولة داخل الخماسي، خصوصا ان اوراق قوتها قد فقدت مفعولها في ظل الاتفاق السعودي – الايراني وانفتاح العواصم العربية، وخصوصا الرياض على دمشق.
وحول اعتبار البعض ان التحرك القطري باتجاه بيروت جاء بايعاز من جهة للتشويش و»الخربطة» على التقارب السعودي- الفرنسي، ما يعقد الامور على الساحة الداخلية، اكدت المصادر ان هذا الخوف في غير محله، ذلك ان قدرة القطري على اللعب كانت دوما كوكيل، وهو امر غير متوافر راهنا، بعد التطورات الدراماتيكية الجارية في المنطقة، حتى ورقة «القوة الاسرائيلية» التي يملكها، فان مساعدة وزير الخارجية الاميركية باربرا ليف التي زارت بيروت قد ابلغت المعنيين بان تلك الورقة وضماناتها باتت في يد واشنطن.
واعتبرت المصادر ان ايران باتت خارج «اللعبة» راهنا بقرار ذاتي، بعدما ابلغت المعنيين رسميا سواء في الداخل او الخارج بتفويضها الملف لامين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الذي يمسك به شخصيا، كورقة حسن نية عشية توقيع الاتفاق مع المملكة العربية السعودية برعاية الصين.
وختمت المصادر، ان الزيارة القطرية التي بدت في تفاصيلها الشكلية «استفزازية» بالنسبة للبعض، الا انها في الواقع لم تتخط الخطوط الحمر التي يعرفها جيدا اطراف الخماسي، ويعملون ضمن حديها الاميركي والسعودي، داعية الى تركيز الاهتمام على الجولات التي سيقوم بها «سليمان بيك» في غضون الايام المقبلة سواء في العلن او السر.
ميشال نصر- الديار