هذا ما أبلغته «القوات»للــ «وطني الحرّ» : هل ترفع الثمن ام تنتظر جواب المملكة؟
على الرغم من أن غالبية القوى السياسية كانت تنتظر ما سيأتي به رئيس «تيار المردة» النائب السابق سليمان فرنجية من زيارته الفرنسية، كان من اللافت تعمد حزب «القوات اللبنانية» إلى رفع سقف خطابه الإعتراضي على أي تسوية تقود فرنجية إلى القصر الجمهوري، وصولاً إلى حد الإعلان صراحة عن أنها لن تشارك في تأمين نصاب أي جلسة إنتخاب له، بالرغم من أن هناك من كان يراهن على أن حصول فرنجية على ضوء أخضر سعودي، سيدفع «القوات» إلى التساهل في هذا المجال.
هذا الموقف، دفع العديد من الأوساط إلى السؤال عما يراهن «القوات» في هذا المرحلة، فقوى الثامن من آذار بات من الواضح أنها تراهن على تحوّل ما في الموقف السعودي لصالح مرشحها، نتيجة التحولات القائمة على المستوى الإقليمي، لكن من المستبعد أن ينحصر رهان «القوات» فقط على بقاء موقف الرياض على حاله، وإلا ما كان مضطراً إلى رفع سقف خطابه في هذه اللحظات المفصلية، على وقع اتفاق إيراني –سعودي.
في هذا السياق، تدعو مصادر سياسية مطّلعة للتنبه إلى أن التصعيد بوجه فرنجية يترافق مع تصعيد مشابه بوجه «التيار الوطني الحر»، بالرغم من أن «القوات» و»التيار الوطني الحرّ» يتشاركان الموقف نفسه من ترشيح سليمان فرنجية، وتشير إلى أن «القوات»، على ما يبدو، تعتبر أن ورقة فرنجية باتت «محروقة»، أو من الممكن القضاء عليها بموقف مسيحي موحد، إلا أنها في المقابل تريد أن ترفع سقف التفاوض مع «الوطني الحر»، الذي يتحدث العديد من مسؤوليه عن أهمية الوصول إلى تفاهم بين الجانبين.
بحسب المصادر، فإن «القوات» أبلغت «الوطني الحر» عبر وسطاء بأن التقارب بين الطرفين غير وارد في المرحلة الحالية، مشيرة الى أن هذا الجواب يأتي بعد محاولات عديدة من قبل التيار للتقرب من «القوات»، ومحاولات عديدة لفرض حوار مسيحي – مسيحي يقطع الطريق على فرنجية، لكن التيار لم ينجح بتحقيق أي من أهدافه. فهل الرفض «القواتي» التقارب والتفاهم مع «التيار الوطني الحر» سببه محاولة رفع ثمن التفاهم الجديد مع التيار، بعد تجربة فاشلة باتفاق معراب السابق؟
بالنسبة للمصادر، يمكن فهم الموقف «القواتي» بشكل مغاير أيضاً، من خلال انتظار نضوج التسوية بالخارج للبناء عليها، لأن أي تفاهم مع التيار بحال لم يتلاق مع الرغبة السعودية سيكون مؤذياً لـ «القواتيين» بالمستقبل، كذلك لن تكون «القوات» بوارد مواجهة تسوية خارجية مكتملة العناصر، لأنها سبق ودفعت ثمن تسويات مشابهة منذ اتفاق الطائف، وليست مستعدة لدفع الأثمان مقابل تنعّم خصومها على الساحة المسيحية بنعيم التسويات، لذلك تفكر قيادة «القوات» انتظار الموقف السعودي قبل أي تحرك جديد.
وفي الأثناء، كانت لافتة زيارة الموفد القطري محمد بن عبد العزيز الخليفي الى بيروت، الذي يمثّل دولة قطر في المحادثات الخماسية في باريس، ويأتي بحسب المعلومات وفق أجندة منسقة بالكامل مع السعوديين.
محمد علوش- الديار