إقتربت المكابرة الفرنسية من نهايتها: ما بعد فرنجية وترشيحه!

إقتربت المكابرة الفرنسية التي تبنّت طوال الأسابيع الماضية ترشيح سليمان فرنجية، من نهاياتها. لم يعد ينفع هذه المبادرة استدعاء فرنجية إلى الإليزيه وإعطاؤه جائزة ترضية، لترقيع المبادرة، ولإعطائها الحياة، فترشيح فرنجية سقط في المهد داخلياً وخارجياً، ولم يعد من الممكن ترميمه، بزيارة استرضائية تعرف الدوائر الفرنسية قبل غيرها، أنها لن تغيّر في المواقف قيد أنملة، لأنّ التجربة العونية في بعبدا، لم تترك لأي من المراجع العربية والدولية، أي شك بأن تكرارها سيكون قاتلاً على لبنان، وسيؤدي إلى استهلاك ما تبقى من ثقة، بإمكانية بدء الإنقاذ الجدي، الذي لا يمكن أن يبدأ على يد أحد أركان منظومة «حزب الله» وحلفائه.

وعلى الرغم من التسريبات التي تبالغ بالتفاؤل غير الواقعي، بات الجميع يدرك أنّ ما بعد زيارة فرنجية للإليزيه، سيكون بداية التفتيش عن المرشح الجدي، أو المرشح الأول لا الثالث، الذي سيدور التفاوض الحقيقي حوله، باعتبار أنّ هذا المرشح هو مرشح الانتقال إلى البحث الجدي بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وذلك تجاوزاً لتشبث «حزب الله» الظاهر بترشيح فرنجية، الذي يعلم «الحزب» قبل غيره، أنه لن يدخل بعبدا إلا إذا حظي بغطاء عربي ودولي، وهذا ما ليس متوفراً، وما يبدو أيضاً انه لن يتوفر، بفعل الموقف السعودي الصلب والرافض لانتخاب أي رئيس محسوب على «حزب الله»، يكرر تجربة ميشال عون في بعبدا.

في المعلومات، أنّ الدوائر الفرنسية أبلغت فرنجية أن المعطيات التي تجمعت حتى حصول الزيارة لا تشي بتغيير جدي، يساعد على الانطلاق بهذا الترشيح. فلا على المستوى العربي والدولي تغيّر الرفض لانتخابه، ولا على المستوى الداخلي حصل أي تغيير أو تبنٍّ يسمح بالعمل لتليين الموقف العربي والدولي، وبالتالي عاد فرنجية من فرنسا، بـ»لا شيء»، كأنّ الزيارة لم تكن، وبالتالي لم يعد مفيداً الادعاء بأنّ ترشيحه ما زال قائماً، طالما أنّ هذا الترشيح بقي مكانه، منذ أن أعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومنذ أن تبناه الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، اللذان وسما فرنجية بصفة مرشح الثنائي، وهي سمة غير مقبولة داخلياً وعربياً ودولياً باعتبارها مرتبطة، بصورة لا يريد أحد في الداخل أو الخارج أن يستعيدها، كونها مرتبطة بالانهيار.

ما بعد زيارة فرنجية لفرنسا، سيشهد بالتأكيد على مبادرات جديدة، وعلى بلورة الأسماء التي يمكن أن تكون مقبولة على الصعيدين الداخلي والخارجي، وأول المؤشرات زيارة الموفد القطري التي يبدو أنّها تخطت ترشيح فرنجية، إلى طرح أسماء جديدة، أو اسم جديد سيكون هو على الأرجح، محور النقاش الجدي، وعنواناً للمسعى الجدي لانتخاب رئيس الجمهورية، وسوى ذلك سيبقى من باب تعبئة الفراغ بالترشيحات الاستعراضية، التي يعرف الجميع أنها لا تنطبق من حيث المواصفات على معايير ما يتطلبه الوضع اللبناني الصعب، الذي لم يعد يحتمل رئيس إدارة الأزمة.

اسعد بشاره- نداء الوطن

مقالات ذات صلة