لقاء الاليزيه “متل قلته”؟
انتهى الأسبوع بعنوان واحد هو زيارة رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية الى باريس وما دار حولها من تحليلات نتيجتها واحدة “لا رئيس جمهورية في المدى القريب”. وكانت رسالتا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط واضحتين سواء لفرنجية أو الفرنسيين، بعدما أكد الأخير أن “موقفنا واحد ونريد رئيساً لا يكون طرفاً”، في حين اعتبر جعجع أن أي مرشح من محور الممانعة هو الفراغ بحد ذاته، ومن يريد الدويلة والسلاح غير الشرعي “يعملن عندو”.
وقد تكون زيارة باريس بمثابة انطلاقة صافرة الحركة لدى فرنجية بعد صمت طويل، اذ تؤكد معلومات موقع “لبنان الكبير” أنه يتجه الى بدء جولة محلية يحاول فيها تبديد مخاوف الفرقاء، مع عرض سياسي لرؤيته من منظور بعبدا وليس بنشعي.
وفي المقابل، يبدو أن الحركة الدولية باتجاه لبنان توقفت عند زيارة فرنجية، بانتظار انتهاء شهر رمضان والأعياد لتعود بعدها الدول الصديقة وتجتمع بحثاً عن حل يؤمن ضمانات للجميع، وبحسب المصادر فإنه يجري الاعداد للقاء خماسي قريب ربما سيحمل معه هذه المرة حلاً معيناً يصب في مصلحة لبنان. وتبقى الأنظار على خلوة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي التي ستجمع النواب المسيحيين الأربعاء المقبل وربما سينتج عنها توافق مسيحي على مرشح جديد، خصوصاً بعدما أشارت مصادر كتائبية الى أن التعامل مع “التيار الوطني الحر” في المرحلة المقبلة سيكون “على القطعة”.
وفور إنتهاء زيارة رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط ومقربون منه الى باريس، بدأ الحديث عن عملية التشويش على فرنجية التي قاموا بها، وكشفت مصادر “التقدمي” لموقع “لبنان الكبير” أنه “ليس هناك أي جديد في موضوع الاستحقاق الرئاسي في المدى القريب، وما تم تداوله في الصحف لا يزال قائماً، ونحن لم نطرح اسم سليمان فرنجية بل تحدثنا عن رؤيتنا وقناعاتنا لموضوع الخروج من هذه الأزمة من خلال عدم اعتماد أي مرشح تحدٍ، واللجوء الى توافق داخلي بالحد الأدنى يُمكننا من تحقيق خطة تعافي اقتصادية ونخرج لبنان من عزلته المستمرة”.
وأوضحت المصادر نفسها أن “الجانب الفرنسي عندما سألنا عن الأسماء التي نريد طرحها، عدنا وطرحنا سلّة الأسماء السابقة: قائد الجيش جوزيف عون، جهاد أزعور، صلاح حنين ومي الريحاني، ولا مشكلة لدينا في أي اسم آخر”.
وبالعودة الى زيارة فرنجية الى الاليزيه، كثرت القراءات والتحليلات والسيناريوهات المتناقضة حولها، فالبعض اعتبر أن الجانب الفرنسي أبلغ فرنجية بضرورة الانسحاب من السباق الرئاسي لأنه محسوب على طرف “الممانعة” بحيث بات وصوله أمراً شبه مستحيل ما جعل المقربين من فرنجية في حالة استياء واضحة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في حين أن البعض الآخر رأى أن فرنسا قاربت هذا الاستحقاق بطريقة ايجابية ملحوظة وربما ستكون لفرنجية لقاءات وزيارات أخرى مع شخصيات فرنسية في المرحلة المقبلة.
ووصفت مصادر “الثنائي الشيعي” لقاء الاليزيه بـ”المثمر والجيد جداً لكلا الطرفين”، لافتة الى أن “فرنجية والجانب الفرنسي قدما شروطاً معينة وتطرقا في هذا اللقاء الى الحكومة المقبلة وبرنامجها وتم التباحث تحديداً في خطة التعافي وموضوع اللاجئين السوريين وعودتهم الى بلادهم وسلاح حزب الله”. ونفت بصورة قاطعة كل ما يجري تداوله عن أن فرنسا أبلغت فرنجية بانسحابه من المعركة الرئاسية لأنه لا يملك الحظوظ الرئاسية الكافية.
وحول لقاءات جنبلاط في باريس لاقناعها بالعودة عن فرنجية، أكدت المصادر نفسها أنه “لا يمكن لأي جهة إقناع الفرنسيين بشيء يرفضون الاقتناع به”.