حقن «البوتكس»…لعلاج «صرير الأسنان» وأوجاع الرأس!
البوتوكس هو الاسم التجاري لـ «توكسين بوتولينيوم»، وهو مادة عصبية سامة يتم استخلاصها من جنس البكتيريا المعروفة باسم المطثية الوشيقية او CLOSTRIDIUM BOTULINUM وهذه البكتيريا تسبب التسمم الغذائي في حال الافراط بالجرعات المسموح بها للاستعمال الخارجي.
يُنفّذ البوتوكس لإضعاف وشل انقباضات العضلات، بحيث يمنع الاعصاب من افراز مادة الاسيتيل كولين التي تسمح للعضلات بالانقباض. وتستخدم هذه المادة في الأغراض التجميلية وحديثا الطبية، الى جانب زمرة من الامراض يمكن علاجها بالتوكسين بوتولينيوم سنـتطرق الى اهمها في السياق.
طبياً
شرح الطبيب التجميلي جاد الحاج لـ «الديار» أهمية توظيف البوتكس في أمراض متعددة وحتى مزمنة مثل، «صرير الاسنان او الكز على الاسنان، وهو مصطلح طبي يرمز الى مشكلة يمكن ان ينتج منها اسنان غير منضبطة ومؤلمة الى جانب إمكان حدوث مشكلات خطرة في الاسنان عن طريق طحن الاسنان دون الانتباه. وقد يحدث ذلك خلال النوم او حتى اثناء الاستيقاظ». تابع، «يمكن ان يؤدي صرير الاسنان الى الصداع وألم الاذن والوجه والصداع النصفي».
وأردف، «من المشاكل الناتجة عن «كز» الاسنان خسارتها «المينا» وفرط حساسيتها وتسطيحها وتشققها. فالأشخاص الذين يقاسون من قابض ينامون مع تثبيت اسنانهم، والضغط اثناء اليقظة غالبا ما يؤدي الى وجع في الفك، تضخم وورم. ويحصل عندما تصبح عضلات الفك اقوى واسمك وهو أحد الاثار الجانبية الأخرى للكسور».
العلاج بالبوتوكس
بالموازاة، «يحدث صرير الاسنان دون الانتباه الى ذلك اثناء النوم او الاستيقاظ، وهو اختلال خطر يمكن ان يعطّل بنية الاسنان ولكن إمكان التخلص من هذا الانزعاج بسيط ويكون من خلال استخدام «البوتوكس» ويسمى أيضا بوتوكس طحن الاسنان ويستغرق فترة زمنية من 5 الى 10 دقائق. وبحسب الحاج لا يتسبب بأي ألم والغاية اضعاف عضلة المضغ وتتم في جلسات معينة لمنع الضرر الذي قد يصيب بنية الاسنان ومشاكل عظم الفك».
بالمقابل، «العلاج من خلال توكسين بوتولينيوم من النوع «أ»، يؤمن راحة مستدامة في علاج آلام الفك والصداع الى جانب صرير الاسنان وهذا النوع من العلاجات يعمل على تنعيم مظهر خط الفك، ويريح العضلات ويقلل من التآكل والتمزق على الاسنان جراء الطحن».
وفي هذا السياق اعتبر الحاج، «ان هذا النوع من الترياق لطحن الاسنان يوفر القدرة على التحكم الفعال في الاعراض المزعجة المترافقة لكز الاسنان ليلا ويستمر العقار المستخدم بتوكسين البوتولينيوم من 4 الى 6 أشهر ويعاد تكرار الحقن باستشارة الطبيب المختص والمشرف على الحالة وبحسب نوعها».
وأشار الحاج الى نوعين من صرير الاسنان:
صرير الاسنان النهاري: يحصل في اليقظة بانقباض لا ارادي للعضلات ويظهر الانكماش جليا ويحدث في حالات التوتر والقلق المفرطين.
اما صرير الاسنان الليلي فيقع اثناء النوم وهو نشاط مُقلّص يتطور في عضلات الفك اثناء النوم وهو الأكثر شيوعا، بحيث ان الضغط المستمر على الاسنان يؤدي الى تآكلها وتلفها بما في ذلك اللثة.
من تجميلي الى طبي
لفت الحاج، «الى ان البوتولينيوم او البوتوكس كان علاجا مخصصا لتجميل الوجه بدون جراحة، ويقوم على حقن كميات صغيرة من البلسم في عضلات محددة تساعد على التخلص من التجاعيد وترخي عضلات المكان المحقون فيه للحصول على مظهر أكثر شبابي».
«وهذا العنصر هو الأكثر استعمالا وبات يستخدم في الطب كعلاج تشنج الجفن وللاضطرابات العينية الناجمة عن فرط نشاط العضلات في العين، او كسل العين، الحَول او تصحيح انحراف المحاور البصرية. وتساعد حقن هذه المادة بالاستغناء عن الجراحة وتصحيح الانحراف فيما يقرب الـ 70% من الحالات».
تابع، «يتم تطبيقها في الجفون لمكافحة الحركات اللاإرادية التي قد تتسبب بها حالات مثل التشنّج مما يؤدي الى توقف رعاش العين والارتجاجات العضلية والعصبية في الجسم مثل التوتر العضلي العنقي حيث تضيق عضلات الرقبة بشكل لا ارادي مما ينتج منه التواء في الرأس. وغيرها من العلاجات الطبية وهي ضرورية، والاهم انها ليست مكلفة مادياً بالمقارنة مع علاج العقاقير او الخضوع لعمليات جراحية او اللجوء الى الليزر».
استخدامات أخرى
الاطراف
فصّل الحاج النواحي الطبية، «من خلال استعمال التوكسين في علاج تشنجات الأطراف العلوية لمن تجاوز عمر السنتين، فقد يتسبب الشلل الدماغي بشد الأطراف، الى جانب هيجان تصلب وتشنج العضلات والاختلال الحركي، ويُحقن منه جرعة للأشخاص الذين يعانون من تقلص العضلات المؤلمة والدائمة وذلك بوقف الإشارات العصبية التي تصل الى العضلات مما يؤدي الى استرخائها».
التعرّق والمثانة
إضافة الى كل ما تقدم، «أيضا معالجة فرط التعرق في القدمين والكفين وتحت الابط، وعلاج OVERACTIVE BLADDER او هبوط المثانة بتطبيق المادة على المنطقة فتشل العضلات. وينوّه الأطباء على ضرورة استخدامها بكميات قليلة لان هذه المادة بمثابة سم ويجب استخدام جرعات صغيرة لمنع ما يسمى بـ «التسمم الغذائي». وما تجدر الإشارة اليه ان التأثير الإيجابي لهذا العلاج يعتمد على سرعة تنفيذه».
الصداع النصفي المزمن
انتقل الحاج الى معضلة يعاني منها كثر وهي الصداع النصفي فقال: «تم اعتماد هذه المادة في علاج الـ CHRONIC MIGRAINES واظهرت دراسة فرنسية حديثة ان حقن البوتوكس علاج آمن وفعال لتقليل نوبات الصداع النصفي. وهذه الدراسة اجراها باحثون بمستشفى جامعة رانغيل في فرنسا، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية PLASTIC RECONSTRUCTIVE SURGERY العلمية.
وفي هذا السياق قام الفريق بتحليل بيانات 17 دراسة سابقة أجريت من قبل، وشملت 3 آلاف و560 مريضا بالصداع النصفي من بينهم 1550 يقاسون من الصداع النصفي المزمن، وهو يعني اصابتهم بـ 15 نوبة صداع على الأقل شهريا، لمدة 3 أشهر.
وفي هذا الإطار، وجد الباحثون ان حَقِن البوتوكس قلل بشكل ملفت من تكرار نوبات الصداع النصفي المزمن، خلال 3 أشهر من الحقن مقارنة مع المجموعة التي عولجت بدواء وهمي والتحسن كان جليا بعد شهرين من بدء العلاج.
بالمقابل، اعتبر البروفيسور «بينويت شابوت» قائد فريق البحث ان نتائج الدراسة، تدعم الأدلة المتزايدة على فاعلية حَقِن البوتوكس في الحد من نوبات الصداع النصفي المزمن».
وأردف، ان حقن التوكسين البوتولينيوم يعتبر علاجا مجديا، بالإشارة الى انه الأكثر شيوعا بين النساء حيث يُصبن به أي الصداع المزمن بمقدار 3 اضعاف أكثر من الرجال».
ندى عبد الرازق