كأنّه “زمن الهزائم”: “سحسوحان” في أسبوع واحد!
كأنّه “زمن الهزائم” بالنسبة إلى “العصابة الحاكمة”. “سحسوحان” في أسبوع واحد. الأوّل “التنين”، والثاني “الخميس”.
1- يوم الإثنين الماضي، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي التراجع عن القرار الذي اتّخذه رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وألزمه بتنفيذه، على الرغم من اعتراضه التقني، وعلى الرغم من اعتراضه أمام الكاميرات، بتأجيل اعتماد التوقيت الصيفي إلى ما بعد نهاية شهر رمضان.
2- أمس الخميس، أعلن وزير الأشغال العامة والنقل علي حميّة التراجع عن “صفقة المليار” التي كان قد أعلنها، لتلزيم إنشاء المبنى الجديد للمسافرين في مطار بيروت الدولي، وقال إنّه “بناءً على طلب من حزب الله”، وأعلن “اعتبار العقد الموقّع غير موجود”.
هكذا يبدو أنّ “الوعي الشعبي” الذي تمظهر بأبهى حُلَلِهِ في أسابيع “17 تشرين” الجميلة، بدأ يخلق نوعاً من الضغط الشعبي الذي تجلّى في حملات عفوية على مواقع التواصل الاجتماعي، والضغط الإعلامي من تلفزيونات ومواقع رفضت “أموالاً” وزّعها بعض الإعلاميين لشراء سكوت الصحافة، والضغط السياسي الذي تجلّى في اجتماع لجنة الأشغال النيابية، التي حاصرت الوزير، فخرج منها معلناً استسلامه.
بالطبع كان تأجيل التوقيت الصيفي قراراً مشتركاً بين الرئيسين برّي وميقاتي، لكنّ التراجع عنه بدا كأنّه ضربة لـ”عقلية الإدارة السياسية” التي ما عاد اللبنانيون يحتملونها. عقلية “الانفراد” بصناعة السياسة، والتحكّم بالزمان والمكان…
أمّا “صفقة المطار”، فكانت أوّل “وقاحة سياسية” من حكومة ما بعد الثورة، التي اختصرها ميقاتي بالطلب من اللبنانيين أن “نتحمّل بعضنا لنمرّق الأزمة”، فيما هو يغطّي صفقة فيها “سرقة وهدر وفساد” بمئات ملايين الدولارات، دون أن يشارك اللبنانيين بها. هو يريد فقط أن “نتحمّل بعض”.
الجديد أنّ هذه “العصابة” باتت ضعيفة إلى حدّ عدم قدرتها على التحكّم بساعة من الوقت، وعدم جرأتها على تحدّي الرأي العام في صفقة مالية كانت تتمّ مثلها صفقات وصفقات في كلّ حكومة وكلّ عام قبل ثورة 17 تشرين.
إنّه “زمن الهزائم” بالنسبة إلى هذه العصابة.
انتهى “زمن الانتصارات” على الناس. وفي الهزيمتين، كان هناك “بطل” واحد، هو نجيب ميقاتي، مرّة معه الرئيس برّي، ومرّة معه حزب الله في “صفقة المطار والمليار”…
إنّه زمن الهزائم: التنين.. والخميس.
محمد بركات- اساس