زيارة… عمرة… جرعة دعم ورسالة الى كل من يحاول ضرب الرئاسة السنية!
لم تكن أزمة الساعة غيمة صيف وحسب، ذهبت مع تراجع رأس السلطة التنفيذية عن قرار التمديد للتوقيت الشتوي. إذ أن هذه الغيمة أمطرت طائفية وخلفت أزمة ثقة بين المكونات اللبنانية.
لم يكن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي متوقعاً انخراط رأس الكنيسة المارونية في المواقف الفئوية، وتحويل الساعة الى ساعات وأيام من الطائفية والتقسيم والانعزالية، فما كان منتظراً من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عدم إعطاء غطاء كنسي للخطابات الطائفية، وأن يبقي انتقاده لآلية اتخاذ القرار، إنما مع مراعاة شؤون الصائمين.
الا أن تمدد الفراغ في سدة الرئاسة الاولى، يزيد المسيحيين شراسة وتطرفاً، ما يشكل تهديداً للصيغة اللبنانية ودستور الطائف، بحيث لا تتوانى الكتلتان المسيحيتان (“التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”) عن المطالبة بتغيير النظام واللامركزية الادارية المالية والفدرلة والتقسيم ووصف المسلمين بالمتخلفين.
وهذا ما دفع رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط الى التحرك الفوري لوأد الفتنة الطائفية التي استشعر اندلاعها، واستدعى اجتماعاً طارئاً لرئيسي الحكومة السابقين تمام سلام وفؤاد السنيورة مع ميقاتي، لاستنباط حل يكسر حدة الاصطفاف المسيحي ويحفظ مقام الرئاسة الثالثة.
أبلغ التحركات وأشدها مضموناً، كانت زيارة سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري الى السراي ولقاءه الرئيس ميقاتي عقب إعلانه أن قدرته على تحمل المسؤولية بدأت تنفد.
وقالت مصادر حكومية بارزة لموقع “لبنان الكبير” إن أهمية هذه الزيارة في توقيتها، بحيث تعتبر بمثابة جرعة دعم لرئيس الحكومة ورسالة الى كل من يحاول ضرب الرئاسة السنية.
أبدى بخاري تعاطفاً مع ما يتعرض له مقام رئاسة الحكومة، وأخذ ميقاتي دعماً متوجهاً الى المملكة لأداء مناسك العمرة، وسيعود الأسبوع المقبل الى بيروت، ووفق معلومات موقع “لبنان الكبير” فإنه يعتزم الدعوة الى جلسة حكومية في نهايته لإقرار زيادات النقل في القطاع العام وزيادة الرواتب، ولا اعتكاف يلوح في الأفق.
رواند بو ضرغم- لبنان الكبير