ساعة بالزايد ساعة بالناقص … و”بيي أقوى من بيّك”!
لا شيء جديد تحت السماء اللبنانية. الازمات نفسها لا يغير من ثقلها “وحدة بالزايد او بالناقص”، خصوصا ان الايام تعيد ذاتها، مع عودة الاحتجاجات الى مربعها الاول في الحمراء، والاقتحامات الى المصارف، فيما الامور السياسية عالقة فوق الطاولة وميسرة الى ابعد الحدود من تحتها، على كل المسالك.
فالبلاد الغارقة بسيل من الازمات، ما كان ينقصها الا ازمة “تغيير الساعة” والطريقة التي ظهر فيها الامر، حتى بلغ نبش دفاتر الماضي حد اكتشاف اعتماد رئيس الحكومة العسكرية العماد ميشال عون عام 1988، انه عمد الى اتخاذ الاجراء نفسه، من باب الكيل نفسه، بعد تغريدة صهر الرابية الذي وجد في تسريبة عين التينة “ما يفش خلقه”.
غير ان تقريب او تأخير الساعة لبنانيا، لن يقدم او يؤخر من التوقيت الدولي، الذي بدا واضحا انه يعمل وفقا لاجندته، رغم تركه هامشا بدأ يضيق للقوى المحلية للمبادرة في فترة سماح تقلصت الى حدها الادنى، وفقا لما يقرّ به سفراء الدول المعنية في بيروت، والذين يتحدثون بلغة “نفض اليد” من الطبقة الحاكمة المصرة على الامعان في تصرفاتها وسلوكها، سواء عبر استمرار تهريب الاموال الى الخارج او اقرار قوانين مشوهة كالكابيتال كونترول، الذي تبلغت بيروت من صندوق النقد انه غير صالح، الى اصرارهم على “مكابرتهم” لعدم انجاز الانتخابات الرئاسية، بعدما طيّروا كل فرص الانقاذ.
مصادر سياسية مواكبة رأت ان معادلة الممانعة والمقاومة تقوم اليوم على “مرشحنا وتعوا نتفاوض”، وهي معادلة عززها الاتفاق السعودي – الايراني، والتقارب بين الرياض ودمشق، خصوصا في ظل المواقف التي سمعها المعنيون في بيروت من الموفد الايراني منذ ايام، والذي “لبنن” الاستحقاق، واضعا الامر في عهدة حارة حريك، في مقابل موقف سعودي لا يقل مرونة في تأكيده على عدم وجود اي “فيتوات” على اسماء، وانما ما يهم المملكة هو برنامج العهد لسنواته الست.
وتتابع المصادر بان كلام رئيس مجلس النواب عن ان الرياض ما زالت على موقفها، يحمل اكثر من وجه، ذلك ان “الاستيذ” يدرك جيدا المدى الذي بلغته المفاوضات والنقاط العالقة عندها، حيث وصلت الامور الى حد تقديم الاجوبة عن الاسئلة التي طرحت والضمانات بشأنها، والتي بمجرد انجازها سيعلن “بيك زغرتا” ترشيحه رسميا، ليصار الى تحديد جلسة الانتخاب الـ 12 التي باتت قاب قوسين او ادنى.
واشارت المصادر الى ان الالغام الرئاسية قد نزعت وفككت، في انتظار انجاز بعض الترتيبات التي يفترض ان تنجزها زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركية باربرا ليف الى بيروت، والتي استبقت بـ “واوا” كاد يحرق ايدي الجميع، ويجعلهم مؤهلين لتجرع الكأس.
وختمت المصادر بان الحديث عن ان لا انتخابات رئاسية مع دخول البلاد شهر رمضان، هو محض تحليلات تفتقر الى الدقة، فالامور تسير وفقا للمرسوم، والحركة الداخلية لا بد ان تسير وفقا لدوران الساعة الاقليمية السعودية – السورية، مع عودة معادلة السين-السين، الذي اعيد تفعيلها يوم اتفق على اعادة تثبيت تسوية الطائف.
في كل الاحوال وعلى الطريقة اللبنانية، “خلق” للبنانيين ما يسليهم لايام، عنوانه “التوقيت الصيفي” الذي انساهم لهيب الاسعار و”كوي” الدولار والمحروقات، لتصبح ساعة بالزايد ساعة بالناقص هي كل القصة، وأصل المصيبة والعلة.
ميشال نصر- الديار