إذا كبرت معدتكم أكثر من المعتاد: كيف تميّزون بين النفخة والدهون؟
إذا لاحظتم فجأة أنّ معدتكم أصبحت أكبر من المعتاد، قد تتساءلون إذا كان السبب هو تفاعل جهازكم الهضمي مع طعامٍ معيّن، أو اكتساب المزيد من الدهون في محيط الخصر. فكيف تميّزون بين الاثنين؟
من المهمّ جداً عدم غضّ النظر عن النفخة وتراكم الدهون. ففي بعض الحالات، يمكن للنفخة أن تُشير إلى مشكلة صحّية كامنة. كما أنّ تكدّس الدهون في محيط الخصر يعزّز خطر الإصابة بأمراض كثيرة مثل السكّري النوع 2.
– أسباب النفخة
قال اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي الدكتور رودولف بدفورد، من الولايات المتحدة، إنّ «النفخة قد تحدث ببساطة نتيجة المبالغة في تناول الأطعمة الغنيّة بالألياف مثل الخضار، والفاكهة، والبقوليات. غير أنّها قد تكون أيضاً علامة على عدم تحمّل مادة غذائية معيّنة كاللاكتوز أو حساسية على أصناف محدّدة من الطعام. كما أنّ المشكلات الصحّية مثل متلازمة القولون العصبي، وداء السيلياك، وفرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة مرتبطة بدورها بالنفخة». وأضاف بدفورد: «يمكن للنفخة أن تحدث أيضاً عقب استهلاك كمية كبيرة من الملح أو قبل موعد الطمث. فضلاً عن أنّ بعض الأشخاص يبتلعون الهواء أثناء التحدث، ما يؤدي إلى النفخة. وفي حالات نادرة، تظهر النفخة بسبب سرطان القولون أو المبيض».
– … ودهون البطن
من جهتها، شرحت اختصاصية التغذية ديبورا كوهن، من الولايات المتحدة، أنّ «الدهون المتراكمة في محيط الخصر قد تنتج من مجموعة متنوّعة من العوامل بما فيها التغّيرات الهورمونية بعد انقطاع الطمث، وتناول سعرات حرارية كثيرة، وعدم القيام بأي نشاط بدني، والجينات، والتوتر، وقلّة النوم، والتدخين».
– الاختلاف بين الإثنين
ليس من السهل معرفة ما إذا كنتم تواجهون النفخة أو تراكم الدهون، لكن هناك علامات قليلة يمكن الاعتماد عليها. ووفق الخبراء، عند اكتساب الدهون يمكن في الواقع مسكها والشعور بها. وفي حالات كثيرة، من المُحتمل أيضاً اكتساب المزيد من الدهون في مناطق أخرى من الجسم مثل الفخذين والمؤخرة. أمّا عند التعرّض للنفخة، يمكن عادةً الشعور بهواء في المعدة، وملاحظة المزيد من الغازات، بالإضافة إلى التشنّجات المعوية.
من جهة أخرى، يُعتبر التوقيت عاملاً مهمّاً في هذا المجال. إذا كانت المعدة تميل إلى الاستدارة بعد الوجبات الغذائية أو أنّ الانتفاخ يظهر ويختفي، فمن المرجّح أن تكون النفخة هي السبب. أمّا إذا كانت المعدة المستديرة ثابتة وبقيت على هذا الشكل منذ فترة، يُرجّح إذاً أن تكون الدهون هي المسؤولة.
– سُبل التخلّص منهما!
في حال معاناة النفخة، يوصي الخبراء بالانتباه إلى النظام الغذائي ومحاولة رصد عدم تحمّل أنواع معيّنة من المأكولات. من الجيّد البدء بحذف الألبان ومراقبة ردات الفعل. إذا لم يكن هناك أي فرق بعد نحو أسبوعين، يمكن إعادة إدخالها إلى الحمية. أمّا في حال انخفاض الغازات عقب إزالتها، لا بدّ من التحدّث إلى الطبيب عن احتمال معاناة العجز عن تحمّل اللاكتوز. إنّ الأمر ذاته يجب تطبيقه مع الألياف. وتشمل التعديلات الأخرى احتساء كمية أقلّ من المشروبات الغازية، والأكل والشرب بوتيرة أبطأ، والتوقف عن التدخين، وخفض مضغ العلكة.
وبالنسبة إلى الوسائل الفعّالة للتحرّر من الدهون، يُنصح بممارسة الرياضة أكثر أو ببساطة زيادة معدل النشاط مثل ركن السيارة بعيداً من مكان العمل وعدم استخدام المصعد الكهربائي. بالإضافة إلى استهلاك سعرات حرارية أقل من خلال سكب الطعام في أطباق أصغر، ومشاركة الوجبات الغذائية، وخفض تناول المأكولات فائقة التصنيع، والتركيز على الفاكهة والخضار واللحوم الخالية من الدهون.
سينتيا عواد- الجمهورية