دبلوماسيون عرب للّبنانيين: سارعوا إلى انتخاب رئيس إنقاذي… وإلّا فالخراب مقبل!
يتابع الدبلوماسيون العرب في بيروت، وخصوصاً مَن شاركت دولهم في اللقاء الخماسي في باريس، التطوّرات اللبنانية وانعكاس الاتفاق السعودي – الإيراني على الوضع اللبناني. وهم يتابعون أيضاً مواقف الأطراف من التطوّرات الجارية، ويبدون اهتماماً خاصاً بالمواقف المسيحية وموقف حزب الله، ويولون اهتماماً خاصاً لما يجري في جنوب لبنان وللمخاوف من حصول تدهور عسكري أو أمني يغيّر اتجاه الأوضاع في لبنان والمنطقة.
الرئيس ومخاوف عسكريّة
يؤكّد هؤلاء الدبلوماسيون أن “ليس للدول العربية المشارِكة في لقاء باريس مرشّح محدّد للرئاسة في لبنان، ولم يتمّ التوافق على أيّ اسم، ولا اتُّخذ موقف نهائي من المرشّحين المتداولة أسماؤهم في بيروت. فالأولوية لدى الدول العربية والغربية انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن لأنّ الأوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية والاجتماعية والأمنية في لبنان لا تتحمّل المزيد من تأخّر الأطراف اللبنانية في انتخاب الرئيس. ولا أحد يعلم كيف تتّجه الأوضاع في لبنان والمنطقة في المرحلة المقبلة، لا سيما بعد الاتفاق السعودي – الإيراني برعاية صينية، والمخاوف من حصول عمل عسكري كبير قد يستهدف لبنان أو بعض دول المنطقة”.
فرنجيّة ومواصفات الرئيس
في ما يتعلّق بمواصفات الرئيس يؤكّد الدبلوماسيون أنّ أولوية الدول العربية والغربية هي وصول رئيس بالمواصفات الآتية:
– إنقاذي قادر على مواجهة التحدّيات وتقديم رؤية جديدة للبنان ودوره في المنطقة، بعيداً عن صراعات المحاور.
– يعمل على تعزيز العلاقات اللبنانية – العربية – الدولية.
– يساهم في حماية الوحدة اللبنانية والتعاون مع جميع الأطراف في لبنان والخارج.
يفضّل الدبلوماسيون عدم التدخّل بالأسماء والترشيحات، ويؤكّدون أنّ ذلك مسؤولية لبنانية. وهذا ما جرى الاتفاق عليه في لقاء باريس الخماسي وإبلاغه للمسؤولين اللبنانيين خلال الجولات التي قام بها سفراء الدول الخمس على المسؤولين اللبنانيين.
يستوضح الدبلوماسيون العرب باهتمام أسباب مسارعة الرئيس نبيه بري وحزب الله إلى دعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وخلفيّاته ومدى علاقته بالتطوّرات في المنطقة. وهم يسألون:
– هل هذه الخطوة تكتيكية أم خيار نهائي لدى الفريقين؟
– ما هي الخطوات المقبلة لديهما في حال عدم قدرتهما على تحقيق ما يريدون؟
بكركي ونصرالله
يتابع الدبلوماسيون العرب الأسئلة حول المعطيات الآتية:
– ما مدى قدرة حراك بكركي والبطريرك الماروني بشارة الراعي على إحداث خرق في الواقع المسيحي والوصول إلى موقف موحّد من الانتخابات الرئاسية؟
– إلى أيّ مدى يمكن أن يحدث تقارب في المواقف بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر في مقاربة ملف الانتخابات الرئاسية؟
لكن ما يقلق الدبلوماسيين العرب هو الخطاب التصعيدي الذي بدأ يبرز عند بعض الأطراف اللبنانية والتهديدات بقلب أو تغيير النظام أو اتخاذ خطوات تصعيدية في حال وصول مرشّح معيّن إلى منصب رئاسة الجمهورية. وهذا سيكون له انعكاسات خطيرة على الوضع اللبناني ومستقبل لبنان ونظامه.
ويسأل الدبلوماسيون العرب عن:
– مواقف الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله التصعيدية الأخيرة، وتهديداته بنقل المعركة إلى داخل الكيان الصهيوني.
– المخاوف من تصاعد الأوضاع في فلسطين والمنطقة في ظلّ مخاوف جدّية من حصول عمل عسكري إسرائيلي في لبنان أو المنطقة، على الرغم من أنّ الاتفاق السعودي – الإيراني قد يساهم في تخفيف احتمال هذا الخيار. لكن لا شيء يمكن توقّعه في ظلّ الحكومة الإسرائيلية الحالية.
في الخلاصة يبدي الدبلوماسيون العرب قلقهم على أوضاع لبنان والمنطقة، ووصيّتهم الوحيدة للّبنانيين: سارعوا إلى انتخاب رئيس إنقاذي وإلّا فالخراب مقبل على الجميع.
قاسم قصير