صاروخ يمني واحد قد يطيح بكل شيء!
نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن مسؤولين أميركيين وسعوديين أن إيران وافقت على وقف شحنات الأسلحة السرية إلى حلفائها الحوثيين في اليمن، كجزء من الاتفاق السعودي-الإيراني الذي وُقِّع بوساطة الصين الأسبوع الماضي.
وأكد المسؤولون أنه إذا أوقفت إيران تسليح الحوثيين، فقد يدفع هذا الأمر الجماعة المسلّحة إلى الوصول إلى اتفاق يؤدي لإنهاء الحرب في اليمن.
وتنفي طهران علانية تزويد الحوثيين بالأسلحة، رغم تعقّب مفتشي الأمم المتحدة مراراً شحنات أسلحة مصادرة تعود لإيران، وفق الصحيفة.
حظر الأسلحة
وقال مسؤول سعودي ل”وول ستريت جورنال”، إن المملكة تتوقع أن تحترم إيران حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، والذي يهدف إلى منع وصول الأسلحة إلى الحوثيين.
ولفت المسؤولون الأميركيون والسعوديون إلى أنهم يريدون معرفة ما إذا كانت إيران ستلتزم بالجزء المتعلق بها في الاتفاق، بينما تمضي طهران والرياض في خططهما بموجب الاتفاق لإعادة فتح سفارتيهما في غضون شهرين.
وفي هذا السياق، اعتبر مسؤول أميركي أن الاتفاق لإعادة استئناف العلاقات بين الجانبين، يعطي دفعة لاحتمال إبرام صفقة يمنية في المستقبل القريب، في حين أن نهج إيران تجاه الصراع سيكون “نوعاً من الاختبار الحقيقي” لنجاح هذا الاتفاق الدبلوماسي.
وفي تطور مفاجئ، أعلنت إيران والسعودية الجمعة، استئناف العلاقات في بيان ثلاثي مع الصين، التي استضافت مباحثات سرية بين الطرفين استمرت 4 أيام.
وقال المصدر السعودي إن الإيرانيين كانوا يسعون لعقد لقاءات مع مسؤولين سعوديين رفيعين قبل الاتفاقية. وأوضح أن التفاوض مع إيران شمل احترام سيادة الدول، موضحاً أن الرياض تستطيع التعاون مع طهران لخدمة الطرفين.
التزام دفاعي
ولفت إلى أن الصين كانت لها مصلحة كبيرة في استقرار وسلاسة التجارة والملاحة في الخليج، مشدداً على أن الدور الصيني يزيد الاطمئنان بالتزام إيران بالاتفاق مع السعودية، وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال”. وذكر أن الصين ساعدت الرياض في الضغط على الطرف الإيراني أثناء المفاوضات.
وأكد المصدر وجود التزام ثنائي أمني ودفاعي مع إيران بعدم الاعتداء عسكرياً وأمنياً واستخباراتياً. وكشف أن توقيت توقيع الاتفاقية مع إيران لم يأتِ عبثاً من قبل المملكة، موضحاً أن الرياض أبلغت حلفاءها، ومن ضمنهم أميركا، قبل الذهاب إلى بكين والتوقيع مع إيران. وقال: “تلقينا دعما ومباركة من حلفائنا على توقيع الاتفاق مع إيران”.
وأشار المصدر إلى أن الأراضي السعودية لن تستخدم لأي عملية عسكرية ضد إيران مستقبلاً. وأكد أن تفاصيل الاتفاق سرية ولا يمكن الإفصاح عنها، كاشفاً عن أن لجنة متابعة ثلاثية رفيعة ستجتمع دورياً لمتابعة تنفيذ الاتفاق.
صاروخ يمني
وفي السياق، نقل موقع “أكسيوس” عن اثنين من كبار المسؤولين الأميركيين أن إدارة الرئيس جو بايدن شهدت تحسناً تدريجياً ومهماً في علاقاتها مع السعودية، وذلك بغض النظر عن اتفاق المملكة وإيران.
وأكد المسؤولان أن “البيت الأبيض لا يعتقد أن هذه الصفقة ستعيق جهود إدارة بايدن للضغط من أجل التطبيع بين السعودية وإسرائيل، وكذلك لن تتراجع دول اتفاقية إبراهيم مثل الإمارات والبحرين عن توطيد علاقاتها بإسرائيل”.
ووفقاً ل”أكسيوس”، اعتبر الكثيرون أن الاتفاق السعودي-الإيراني، الذي يستهدف استئناف العلاقات في غضون شهرين، انتصار للصين وضربة لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. لكن إدارة بايدن سعت إلى التقليل من أهمية الاتفاقية وتأثير الصين في المنطقة.
ونقل الموقع عن المسؤوليَن الأميركييَن قولهما إن “السعوديين وافقوا على احتمال إعادة فتح سفارة في طهران في غضون شهرين. وهذه لا تعتبر معاهدة سلام بقدر ما هي عودة إلى الوضع السابق قبل عام 2016”.
وأكدا أن “إدارة بايدن لا ترى مشكلة مع محاولة الصينيين تهدئة التوترات بين السعودية وإيران طالما أنها لا تتعلق بالتعاون العسكري أو التكنولوجي”. وكشفا أن “السعوديين سعوا إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران منذ تولي إدارة بايدن منصبه في إطار رغبتهم بإنهاء الحرب في اليمن ووقف هجمات الحوثيين ضد المملكة”.
وأوضحا أنه “إذا تم إطلاق صاروخ واحد على السعودية من اليمن، فسيكون الاتفاق مع إيران لاغياً، ولن يتم حتى إعادة فتح السفارة في طهران”، وكشفا أن “السعوديين الذين كانوا مترددين في البداية من الاتفاق مع إيران، اتصلوا بالبيت الأبيض قبل يوم من الإعلان عن الصفقة وقالوا إنهم على وشك التوصل إلى اتفاق”.
المدن