لخمسة أعوام على التوالي: لماذا يعدّ الفنلنديّون أسعد شعوب الأرض؟

احتلّت فنلندا المرتبة الأولى في “مؤشر السعادة العالمي” لخمسة أعوام على التوالي. يستند المؤشّر إلى بيانات من شركة “غالوب” للاستطلاع العالمي عن أكثر من 150 دولة إلى جانب أرقام أخرى عن متوسط الحياة المتوقع عند الولادة والناتج القومي وغيرها.

وترى دبليه بترسون في موقع “سايكولوجي توداي” أنّ أفضل من يمكن أن يجيب على سؤال ما هي صفات البلد السعيد هو الفيلسوف والباحث في علم النفس الذي يتحدّر من بلد يسجّل مواطنوه أعلى مؤشرات السعادة حول العالم بشكل مستمر. إنه الدكتور فرانك مارتيلا الذي يدرس أساسيّات السعادة ويحاضر في جامعة آلتو الفنلندية. يتشارك مارتيلا وزملاؤه الصفات التي تدفع على الأرجح الفنلنديّين إلى الشعور بالرفاهية. والدراسات الحديثة توافق على ذلك. قد تكون سعادة الفنلنديّين مرتبطة بما “لا” يفعلونه إلى جانب ما يفعلونه.

أولاً، لا يقلق الفنلنديّون بشأن اللحاق الدائم بجيرانهم لجهة الحصول على مقتنيات فاخرة. لا يستعرض الفنلنديون ثرواتهم، وحتى أنجح الناس في فنلندا يبدون كالآخرين. يظهر أنّ الفنلنديّين أدركوا ما تشير إليه دراسات عدة في علم النفس وهي أنّ ذهنيّة شراء ما يشتريه الجيران ليست صحّيّة.

ثانياً، لا يتجاهل الفنلنديّون أهمّيّة قضاء الوقت في الطبيعة. حتى الفعل البسيط في نقل الخارج إلى الداخل عبر زيادة النباتات في المنزل تحسّن نوعية الحياة. في 5 آب (أغسطس)، نشرت مجلة “ساينس أدفنسز” بحثاً أكد أنّ إمضاء الوقت في الطبيعة يثمر منافع أكبر ممّا كان يعتقد سابقاً. قال الدكتور ألكسندروس غاسباراتوس المشارك في إعداد الدراسة إنّ المزاج والموقف والتصرفات والقيم يمكن أن تتغيّر فوراً أو بعد فترة قصيرة عقب التفاعل مع الطبيعة. فهذه التفاعلات تحفّز مشاعر بشأن تلبية الحاجات والتوقّعات كما تعزّز القيم الروحيّة وتطوير العلاقات البشريّة المفيدة.

ثالثاً، لا يكسر الفنلنديون حلقة الثقة. يميل الفنلنديّون إلى الثقة بالآخرين ويولون الصدق قيمة كبيرة. واختبرت تجربة “المحفظة المفقودة” في 2022 نزاهة المواطنين عبر إسقاط 192 محفظة في 16 مدينة حول العالم. في هلسينكي، تمّت إعادة 11 من أصل 12 محفظة إلى أصحابها. بإمكان الناس زيادة ثقة المجتمع عبر سؤال أنفسهم، “كيف يمكن أن أخدم مجتمعي لخلق المزيد من الثقة؟” المجاملات البسيطة مثل فتح الباب أمام الغرباء أو التخلّي طوعاً عن مقعد في القطار يخلق الثقة أيضاً.

وتعرب بترسون عن فرحتها لأنّ النتائج التي تظهر في فنلندا تنطبق أيضاً على جميع دول العالم.

وكالات

مقالات ذات صلة