هل يحمي نظام البحر المتوسط الغذائي … من الخرف ؟
كشفت بيانات تخص 60000 بريطاني عن أن النظام الغذائي الغني بالنباتات ربما يحمل فوائد للجسم، بغضّ النظر عن المخاطر الجينية التي يواجهها الفرد، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وبإمكان نظام البحر المتوسط الغذائي المكوّن من المكسرات والمأكولات البحرية والحبوب الكاملة والخضراوات، تقليل مخاطرة الإصابة بالخرف بمقدار الربع تقريباً، طبقاً لما خلص إليه بحث واعد يمكن أن يمهّد الطريق أمام علاجات وقائية جديدة.
وتوحي البيانات بأن تناول الكثير من الأطعمة المعتمدة على النبات ربما يسهم في «الوقاية» من الخرف، بغضّ النظر عن المخاطرة الجينية التي يجابهها المرء، الأمر الذي ذكر الباحثون أنه قد يشكّل الأساس لاستراتيجيات الصحة العامة المستقبلية حال تأكيد المزيد من الأبحاث لهذه النتائج.
وقالت الباحثة جانيس رانسون، التي شاركت في قيادة الفريق البحثي وتعمل بجامعة «إكستر»: «تؤكد نتائج هذه الدراسة المعتمدة على قطاع كبير من السكان، الفوائد الصحية للدماغ على المدى الطويل لتناول النظام الغذائي للبحر المتوسط، والذي يتميز بكونه غنياً بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والدهون الصحية».
وأضافت: «التأثير الوقائي لهذا النظام الغذائي في مواجهة الخرف كان واضحاً بغضّ النظر عن المخاطرة الجينية التي يواجهها الفرد، وعليه فإن أسلوب الحياة هذا من المحتمل أن يكون مفيداً للأشخاص الباحثين عن خيارات غذائية صحية وتقليل مخاطرة إصابتهم بالخرف».
نُشرت نتائج الدراسة في دورية «بي إم سي ميديسين»، وتعتمد على بيانات من أكثر عن 60000 فرد من البنك الحيوي «بيو بانك» داخل المملكة المتحدة، وهي قاعدة بيانات بحثية تخص السجلات الطبية والمرتبطة بأساليب حياة ما يزيد على نصف مليون بريطاني.
صنّف الباحثون الأفراد بالاعتماد على معيارين للالتزام بنظام البحر المتوسط الغذائي، مع الأخذ في الاعتبار المخاطرة الجينية المرتبطة بكل فرد تجاه الإصابة بالخرف. وعلى مدار ما يقرب من عقد، سجلت 882 حالة خرف، لكن أولئك الذين التزموا نظام البحر المتوسط الغذائي على نحو صارم جابهوا مخاطرة أقل بمقدار 32 في المائة لأن يصابوا بالخرف، مقارنةً بمن تناولوا نظاماً غذائياً مختلفاً.
في هذا الصدد، قال د.أوليفر شانون، المحاضر بمجال تغذية البشرية والتقدم بالعمر بجامعة «نيوكاسل» والذي كان ممن قادوا الدراسة، إن العثور على سبيل لتقليص مخاطرة الإصابة بالخرف يعد «أولوية كبرى» على صعيد الصحة العامة. وأضاف: «يؤثر الخرف على حياة ملايين الأفراد بمختلف أرجاء العالم، وثمة خيارات محدودة في الوقت الراهن فيما يخص علاج هذه الحالة».
وأقرت سوزان ميتشل، رئيسة شؤون السياسات لدى مؤسسة أبحاث ألزهايمر بالمملكة المتحدة، بأن نتائج الدراسة «مثيرة للاهتمام»، لكنها بحاجة لمزيد من البحث، والذي ينبغي توسيع نطاقه ليتضمن أفراداً من خلفيات عرقية سوداء وآسيوية وأقلية أخرى، خصوصاً أن الخرف يعامَل بوصفه وصمة داخل بعض المجتمعات.
الشرق الاوسط