هكذا قاربت قوى الداخل التفاهم السعودي – الإيراني
يتهم فريق الممانعة في لبنان، خصومه، بانتظار الخارج وكلمة سر تأتيه منه، لانجاز الانتخابات الرئاسية. وهو يقول منذ اشهر، ان المعارضة ترفض الحوار وتتمسك بمرشحها لان الخارج يناسبه الشغور راهنا، علما انها تصوّت لمرشح منذ اولى جلسات الانتخاب، وهو رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض.
وسط هذه المعادلة، خرج اهل ٨ آذار، بعد التفاهم السعودي – الايراني، ليتحدثوا عن انعكاسات ايجابية يُفترض ان يتركها على مسار الاستحقاق.
فغداة الاتفاق، رأى الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله أن التقارب السعودي – الإيراني سيكون لمصلحة شعوب المنطقة وليس على حسابها، “وإذا سار هذا التقارب في المسار الطبيعي يمكن أن يفتح آفاقاً في المنطقة وفي لبنان أيضاً”. اضاف “لبنانيا، في ناس حيفرحوا وناس حيزعلوا وناس حيحكوا قرعتهم وناس حيحكوا لحيتهم وفيه ناس حيبلشوا يحللوا وبعدهم مش عارفين شيء من شيء”، على حد تعبيره. وتابع “هذا التحول طيب، ونحن سعداء لأنه عندنا ثقة إن هذا لن يكون على حساب شعوب المنطقة بل لمصلحة شعوب المنطقة ويساعد في لبنان واليمن وسوريا والمنطقة، وثقتنا مطلقة بأن هذا لن يكون على حسابنا ولا على حساب الشعب اليمني ولا على حساب سوريا ولا على حساب المقاومة”. وأردف “الطرف الأول لا نريد فتح مشكلة لأنهم يريدون أن يتصالحوا، أما الطرف الثاني فنحن واثقون أنه لا يخلع صاحبه، يعني الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تقوم مقام الشعوب ولا تتخذ قرارات بالنيابة عنها”.
من جانبه، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان “إنطلاقا من وجوب القراءة الإيجابية لمشهد التقارب العربي الإيراني وعودته الى طبيعته نجدد الدعوة الصادقة والمخلصة لكافة القوى والشخصيات السياسية والحزبية في لبنان الى وجوب المبادرة سريعاً للتلاقي على كلمة سواء نقارب فيها كافة القضايا الخلافية وننجز إستحقاقاتنا الدستورية وفي مقدمها إنتخاب رئيس للجمهورية بالتوافق والحوار ولنا بما هو امامنا اسوة حسنة، كفى هدراُ للوقت وتفويتاً للفرص فلنثبت للأشقاء والأصدقاء أننا بلغنا سن الرشد الوطني وسياديون بحق ونستحق لبنان”.
في مقابل هذه المقاربة، رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في الساعات الماضية أن “المعركة الرئاسيّة محليّة إلا أن هناك من يصر على ربطها بالتطورات الإقليميّة والدوليّة، الحل بيد النواب الـ128 الذين يمكنهم النزول اليوم قبل الغد إلى مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهوريّة وفي هذه الحال لا يمكن للخارج التأثير أبداً على مجريات الأمور إلا أن هناك من يطمحون لربط ملف انتخابات الرئاسة بالخارج كل لمصالحه ومآربه الشخصيّة والفئويّة غير الوطنيّة”.
فمَن يكون والحال هذه، راهَن ويراهن على تطورات الخارج وربط مسار الانتخابات بها؟ تسأل مصادر معارضة عبر “المركزية”. هل مَن يعتبر ان تقارب دولتين اقليميتين يؤثر على الانتخابات اللبنانية، ام مَن يقول ان الملف لبناني بحت وهو مرتبط حصرا بمواقف النواب اللبنانيين؟ وفي حين اكد جعجع ان التصويت للمرشح ميشال معوض سيستمر الى ان يتم الاتفاق بين القوى المعارضة على مرشح آخر قادر على حصد عدد اصوات اكبر، هل يدل موقفه على ان المعارضين ينتظرون اشارات من الخارج ومن الرياض او سواها ؟ ام يؤكد ان هذا القرار هو نتاج حسابات مبدئية محلية صرفة ومبنية على رؤية للبنان ومستقبله؟