الفلافونويد… مواد ضرورية لصحّة مثالية ولدعم صحّة القلب
يُعتبر احتساء الشاي طريقة ممتازة للاسترخاء وترطيب الجسم، لكنّ ذلك ليس فقط ما يُميّزه. في الواقع، وبفضل مواد الفلافونويد (Flavonoids) الموجودة طبيعياً في أوراق الشاي وعدد لا يُحصى من الأطعمة النباتية الأخرى، يمكن لهذا المشروب أن يساهم في دعم صحّة القلب والتصدّي لأمراضٍ كثيرة.
تملك الفلافونويد خصائص مضادة للالتهاب تساعد على الحماية من أمراض القلب ومشكلات صحّية أخرى مُزمنة. عندما يتعرّض الجسم لما يُعرف بالإجهاد التأكسدي، مثل الهواء الملوّث ودخان السجائر، تصبح الخلايا والأنسجة ملتهبة. إنّ الفلافونويد الموجودة تحديداً في الشاي تُحيّد هذا الإجهاد وتخفض الالتهاب.
باختصار، تساعد مركّبات الفلافونويد على ضمان عمل الجسم على النحو الأمثل. وبمجرّد دخولها مجرى الدم، يتمّ نقلها إلى مختلف الأنسجة والخلايا حيث تتفاعل مع الآليات الجُزيئية التي تشارك في عرقلة عمليات المرض.
ولقد توصّلت دراسة أخيرة نُشرت عام 2022 في «Arteriosclerosis, Thrombosis, and Vascular Biology» إلى أنّ الأشخاص الذين يتّبعون حمية مليئة بالفلافونويد هم أقل عرضة لتكلّس الأبهر البطني، وهو علامة رئيسة لأمراض القلب والسكتة الدماغية. كذلك يبدو أنّ استهلاك مركّبات الفلافونويد الغذائية يساعد أيضاً على خفض الكولسترول والسكّر في الدم.
وهذا ليس كلّ شيء! إنّ الفلافونويد في الشاي قد تؤدي أيضاً دوراً مهمّاً في الإدراك العقلي. ولقد كشفت مجموعة دراسات أنّ هذه المواد تحمي خلايا الدماغ من السموم وتحارب الالتهاب. كما رُبط تناول كميات أعلى من الأطعمة الغنيّة بالفلافونويد على المدى الطويل بخفض خطر التعرّض للخرف. ولاستمداد منافع الفلافونويد الثمينة، يوصيكم الخبراء بالتركيز على أهمّ مصادرها التالية:
– الشاي
يمكن أن يساهم إدخال الشاي يومياً إلى النظام الغذائي في تحقيق أهداف رائعة، بما أنه مصدر ممتاز للفلافونويد. وأظهرت الأبحاث العلمية أنّ شرب 2 إلى 3 أكواب من الشاي الأسود يومياً يؤثر إيجاباً في معدل ضغط الدم. ويعاني نحو 50 في المئة من البالغين ارتفاع ضغط الدم، وهو عامل خطر رئيس لأمراض القلب، وإذا لم تتمّ إدارته، فقد يؤدي إلى نوبات قلبية، وسكتات دماغية، وأمراض الكِلى، والتدهور المعرفي. لذلك، يُنصح بنقع كيس الشاي في المياه المغلية لمدّة 2 إلى 5 دقائق على الأقل وفق النوع، واتّباع التعليمات المدوّنة على العبوة قبل الشرب، وسيضمن ذلك الحصول على مذاق لذيذ وجرعة جيّدة من الفلافونويد.
– الفاكهة والخضار
هناك وسيلة أخرى جيّدة لتعزيز جرعة الفلافونويد، تتمثّل باختيار مجموعة متنوّعة من الفاكهة والخضار للمساعدة على بلوغ الكمية الموصى بها يومياً، أي نحو 400 إلى 600 ملغ. على سبيل المثال، تحتوي تفاحة متوسطة الحجم على 49 ملغ من الفلافونويد، و1 كوب من توت العليق على 83 ملغ، والكمية ذاتها من الفريز على 50 ملغ، وعصير الليمون 36 ملغ، والـ»Kale» النيء 23 ملغ، والفلفل الأخضر النيء 23 ملغ. يُنصح بتحضير وعاء من المنتجات الطبيعية المليئة بالألوان: البنفسجي (الشمندر والعنب)، والأخضر (الـ»Kale» والكرفس)، والأصفر (الموز)، والبرتقالي (الليمون)، والأحمر (الفريز والبندورة)… يمكن تناول الفاكهة بمفردها أو إضافتها إلى الـ»Smoothies»، أو اللبن، أو رقائق الفطور، أو الشوفان. وبالنسبة إلى الخضار، يمكن تحضير سَلطات السبانخ أو الـ»Kale» على الغداء و/ أو العشاء مع إضافة الفلفل والبصل.
يُذكر أخيراً أنّ أفضل طريقة لضمان الحصول على كمية جيّدة من الفلافونويد وبالتالي استمداد منافعها، تكمن في احتساء الشاي الأخضر أو الأسود غير المُحلّى يومياً، جنباً إلى استهلاك 1,5 إلى 2 كوب من الفاكهة و2 إلى 3 أكواب من الخضار كل يوم. وإستناداً إلى الخبراء، يمكن التلذّذ بالشاي الساخن أو البارد، بما أنّ محتوى الفلافونويد لا يختلف بحسب درجة الحرارة.
سينتيا عواد- الجمهورية