17 تشرين ولّت.. إنه عصر “أمل”!

في انتخابات لم يكترث لها أساتذة الجامعة اللبنانية في مرحلتها الأولى لاختيار مندوبي الفروع والكليات إلى مجلس المندوبين، أجرت رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية انتخابات الهيئة التنفيذية للرابطة اليوم السبت في 11 آذار. وشارك في الانتخابات 120 مندوباً من أصل 143 مندوباً لاختيار 15 عضواً لتمثيل الأساتذة في الهيئة التنفيذية، ليصار لاحقاً إلى انتخاب أعضاء الهيئة التنفيذية رئيساً للرابطة، خلفاً للدكتور عامر حلواني.

ضغوط لسحب مرشحين
رغم تمديد مهلة الترشح لعضوية “الهيئة” بعد انتهاء المهلة، وصل عدد المرشحين إلى الهيئة التنفيذية 26 مرشحاً، ثم عاد وانسحب سبعة منهم مساء أمس، وبقي في المنافسة 19 مرشحاً. علماً أن مجلس المندوبين، الذي يرأسه الدكتور علي رحال (حركة أمل)، مدد مدة انسحاب المرشحين لأسبوع إضافي. والسبب أن المكاتب التربوية للأحزاب السياسية المسيطرة على الرابطة، كانت تريد هيئة تنفيذية بالتزكية وبلا انتخابات، وذلك في ظل مقاطعة الأحزاب المسيحية الأساسية الترشح لعضوية الهيئة التنفيذية، كما أشارت مصادر “المدن”. يضاف إلى ذلك أن الأحزاب كانت تريد إشراك المستقلين، لكن بحضور ضعيف، كان من شأنه أن يؤدي إلى الخلافات السابقة عينها داخل الهيئة، حول آلية اتخاذ القرارات ولا سيما بما يتعلق بالإضرابات وآلية تحسين معيشة الأساتذة.

ولفت أساتذة للـ”المدن” أن ضغوطاً مورست على مرشحين فانسحبوا، لكن لم يقبل أساتذة مستقلون بالتزكية الحزبية ورفضوا العروض بتمثيلهم بمندوبين، فجرت الانتخابات وفازت اللائحة التي “خيطتها الأحزاب”. فالأخيرة خاضت الانتخابات من دون وجود لائحة منافسة، بل اقتصر الأمر على ترشح أساتذة مستقلين، بشكل فردي، مع دعم من تجمع “أساتذة مستقلون من أجل الجامعة”.

ولى زمن 17 تشرين
وكانت عشية الانتخابات شهدت خلافات بين المندوبين المستقلين ورئيس مجلس المندوبين الدكتور علي رحال ، الذي فاز بالتزكية منذ نحو شهر، وذلك على خلفية عدم عرض لائحة المرشحين على مجلس المندوبين. وأدى الخلاف إلى انسحاب المندوبة المستقلة ندى كلّاس من مجموعة الواتساب الخاصة بمجلس المندوبين، بسبب رفض رحال عرض اللائحة النهائية. ووفق مصادر “المدن” في مجلس المندوبين، طالب مندوبون رحال بعرض لائحة المرشحين النهائية لمعرفة من انسحب ومن استمر بالترشيح. ومددت مهلة سحب الترشيح أسبوعاً إضافياً، ووصل الأمر حد انسحاب مرشحين في منصف ليل أمس. واحتجت كلْاس على هذا التصرف وانسحبت من المجموعة. وحاول مندوبون مع رحال حل هذه الخلافات لكن جوابه كان: “انتهت أيام ثورة 17 تشرين عندما كنت أقبل بالوساطات وبتوضيح القرارات. من الآن وصاعداً لم أعد ملزماً بمراعاة أحد، طالما أنا الرئيس”.

لا مبالاة وبرودة
وبخلاف انتخابات الدورة السابقة، التي اتسمت بحماوة وبمعركة كسر عضم، بين القوى الحزبية والأساتذة المستقلين، وتمكن المستقلين من الفوز بثلاثة مقاعد حينها، جرت الانتخابات الحالية منذ انتخابات مجلس المندوبين الشهر الفائت، ببرودة تامة، وبلا مبالاة من أساتذة الجامعة. فقد خيطت الأحزاب لائحة مدعومة من حركة أمل وحزب الله وتيار المستقبل، ضمت ستة أعضاء من الهيئة التنفيذية السابقة، وأعضاء جدد، مطعّمة ببعض المستقلين، الذين لا يواجهون المكاتب التربوية للأحزاب، يقول الأساتذة لـ”المدن”.

وبالنتيجة فازت في الانتخابات التي جرت اليوم لائحة الأحزاب بجميع أعضائها، وبفارق مع المرشحين المستقلين المدعومين من تجمع “أساتذة مستقلون” بنحو خمسين صوتاً. وضمت اللائحة الفائزة الأساتذة: سعيد حسين، ومجتبى مرتضى، ومحمد العاكوم، وندى أبو علي، وشذى الأسعد، ووداد الديك، ويحيا الربيع، وأنطوان شربل، وبيار رزوق، ودانيال القطريب، وعماد شمعون، وعماد مراد، وزاهر عبد الخالق وأين يوسف، ومحمد حجازي.

هذا وستجتمع الهيئة الجديدة لاحقاً لاختيار رئيس الرابطة، الذي ربما يكون أنطوان شربل، الذي نال العدد الأكبر من الأصوات (113 صوتاً من أصل 120 مقترع) تقول مصادر مطلعة، وذلك بسبب وجود تسوية قادتها حركة أمل، تقضي بأن يكون الرئيس المسيحي مستقلاً، الأمر الذي ينطبق على شربل المقرب من جميع الأحزاب ومن المستقلين ومن رئيس الجامعة الدكتور بسام بدران. علماً أن شربل كان رئيس مجلس المندوبين في المجلس السابق وهو دكتور بالهندسة في كلية الفنون الجميلة والعمارة-الفرع الثاني.

الحماسة لانتخابات الرابطة كانت مفقودة منذ بدء مرحلة انتخاب المندوبين في الكليات لمجلس المندوبين. في الدورة السابقة كان عدد المندوبين الفائزين 169 مندوباً. وانخفض العدد هذا العام إلى 143 مندوباً، معظمهم فازوا بالتزكية، لأن الانتخابات اقتصرت على كليات معدودة على الأصابع، وبالتالي بقيت مقاعد عدة شاغرة لم يتقدم إليها أي مرشح، رغم تمديد باب الترشيح. ولم يصل عدد المندوبين في الدورة الحالية إلى 143 لولا محاولات جهات عدة التمني على بعض الأساتذة تقديم طلب ترشحهم، وحتى في صفوف الأساتذة المستقلين. ويعزو الأساتذة السبب إلى عدم مبالاة الأساتذة بالرابطة، وبسبب فقدان الثقة بأنها ستغير واقعهم المزري، وبسبب عدم رغبتهم بتكبد بدل انتقالهم من المناطق من أجل انتخابات لم تعد تعنيهم.

وليد حسين- المدن

مقالات ذات صلة