ترشيح الثنائي لفرنجية… يُربك باسيل ويجعله يقرأ المرحلة المقبلة بتأن!
حرك الثنائي الشيعي المياه الرئاسية الراكدة بإعلان دعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي قد يبادر قريبا الى إعلان ترشيحه رسميا بعدما وجد نفسه يقف على ارضية صلبة قوامها النصف زائدا واحدا من النواب من مختلف الطوائف.
يمكن القول، ان القوى الداعمة لفرنجية مارست اللعبة الديمقراطية بحرفية، فحرصت على حماية مرشحها وتغليفه بالورقة البيضاء على مدار 11 جلسة، ثم اختارت الوقت المناسب للاعلان عن دعم ترشيحه، حيث سارع السيد حسن نصرالله الى التأكيد ان فرنجية ليس مرشح حزب الله بل هو مدعوم منه كونه يتطابق مع المواصفات التي يراها مناسبة للرئيس العتيد.
إعلان دعم ترشيح فرنجية أعاد خلط الأوراق وشكل صدمة لسائر القوى فسارعت المعارضة الى التخلي عن مرشحها النائب ميشال معوض والتهديد بتعطيل النصاب لقطع الطريق على انتخاب فرنجية، وتحصن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بالصمت واكتفى بيان الهيئة السياسية للتيار بالعموميات من دون التعليق على موقف الثنائي الداعم لفرنجية فيما حرص البعض على تمرير بعض التسريبات كرسائل برتقالية الى من يعنيهم الامر.
هذا الصمت يشير الى الصدمة التي لحقت بباسيل خصوصا ان ترشيح فرنجية قطع عليه الطريق للوصول الى قصر بعبدا بشكل نهائي ووضعه أمام مفترق طرق فإما ان يستمر بتفاهم مار مخايل الذي اعلن السيد حسن نصرالله تمسك حزب الله فيه الى ابعد الحدود محاولا فصله بالكامل عن ترشيح فرنجية، او اعلان وفاة هذا التفاهم وما يمكن ان يرتب ذلك من تداعيات على التيار الوطني الحر وعلى باسيل شخصيا.
ولعل السؤال الذي وجهه باسيل الى نواب تكتل لبنان القوي عمن يريد انتخاب سليمان فرنجية، يعبر عن مدى الارباك الذي يسيطر عليه انطلاقا من قناعته بان التخلي عن تفاهم مار مخايل سيؤدي الى تخلي عدد من نواب التكتل عنه والالتحاق بركب حزب الله وانتخاب فرنجية.
كل المعطيات تشير الى ان مبادرة الثنائي وحلفائه بترشيح فرنجية لم تكن ردة فعل سياسية بل هي وليدة مؤشرات بدأت تظهر سواء على الصعيد الداخلي لجهة القدرة على تأمين النصف زائدا واحدا من عدد النواب وربما اكثر لمصلحة فرنجية، او على الصعيد الخارجي حيث تشير المعلومات الى ان كثيرا من الدول المعنية لم يعد لديها اي فيتو على ترشيح فرنجية، لا بل ان بعضها بات على قناعة بأنه الرجل المناسب للمرحلة المقبلة.
في غضون ذلك، ترى مصادر سياسية مواكبة انه يفترض بباسيل ان يقرأ المرحلة المقبلة بتأن وبعيدا عن أي انفعال، خصوصا ان استمراره في الضرب على تفاهم مار مخايل والتهديد بنسفه سيكون له تداعيات سلبية عليه بدءا من خسارته عددا لا يستهان به من النواب، وصولا الى استفراده سياسيا كونه بات من دون اي حليف.
وترى هذه المصادر أن الاجدى بباسيل اليوم ان يعيد حساباته ان يعزز التزامه بالخط الذي انتمى اليه وسار ضمنه واستفاد منه الى ابعد الحدود على مدار 17 عاما، وان يساهم في إيصال مرشح هذا الخط الى رئاسة الجمهورية، صونا لحضوره وحفاظا على تحالفاته التي يحتاجها اكثر من اي وقت مضى وهي من شأنها ان تشكل له الحماية المطلوبة في المرحلة المقبلة.
غسان ريفي- سفير الشمال